بين الفطره و الحدود

جريدة البحيره والأقاليم
عدد رقم – 170
 
الحمد لله رب العالمين وسلاماً دائمين متلازمين على سيدنا محمد خاتم النبيين وآل بيته الأكرمين وبعد
فإن من المنطق أن تتم الرؤيه بالعين والسمع بالأذن والمضغ بالأسنان والمشى بالقدمين إلى غير ذلك
وكل هذه المذكورات وغيرها تعتبر وسائل لإدراك غايات ويعتبر إستعمالها توسلاً لأن التوسل هو إستخدام وسيله لبلوغ غايه وكل ما ذكر يعتبر وسائل للإنسان بغض النظر عن دينه ولغته وعمره وثقافته وجنسيته ويندرج تحت هذا أيضاً الحيوانات و الطيور وسائر المخلوقات إلا ما ندر فكل مخلوقات الله تستخدم الوسائل المتاحه من الله لبلوغ الغايات سواء أكانت تلك الغايات مباحه أوغير مباحه وإلى هنا فإن التوسل ضروره فطريه أى عمل منطقى بمعنى لا يُطلب رأى الدين فى من يرى بعينه أو يسمع بأذنه أويشم بأنفه وفى الشرع الحكيم لم يترك ربنا لعباده المؤمنين العنان فى إستخدام الوسائل التى خلقها لهم فوضع لها حدوداً تحرم إستخدامها فلا يجوز أن نستخدم اللسان فى الكذب ولا الأذن فى التجسس ولا اليد فى السرقه ولذلك فإن الشرع الحكيم يربط بين إباحة إستخدام الوسيله وبين حل الغايه وحرمتها فلا تستخدم الوسيله المتاحه إلا فى الغايه المباحه فلو أفتى بعض المفتين بجواز التوسل مطلقاً لأدى ذلك إلى هدم الحدود ولو أفتى بعضهم بمنع التوسل مطلقاً لأدى ذلك إلى تعطيل الفطره والسؤال هل يعتبر حامل الرساله واسطه بين المرسل والمرسل إليه و هل نسميه وسيله أوواسطه أو رسول وإذا صح ذلك وأعتقد أنه صحيح فهل يعنى أن الرسول صلى الله عليه و سلم هو الواسطه أوالوسيله التى أوصل الله بها الرساله إلينا وهذا هو سر قولنا أول أركان الإسلام أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وهو ما أمرنا به شرعاً أن نعتبر الرسول موصلاً للدين حاملاً للرساله . . . وسيله . . . واسطه وذلك حتى ننفى من أذهاننا أنه هو الله أوهو أبن الله أو شريك الله وما محمد إلا رسول
 
ولا حول و لا قوة إلا بالله