معنى غير الله وعينه
جريدة البحيره والأقاليم
عدد – 167
عدد – 167
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسول الله وعلى آل بيته ومن والاه وبعد … فإن الله سبحانه وتعالى صاحب القدره المطلقه يفعل كل شىء بنفسه وقد يوكل أو يفوض أحداً من خلقه فى فعل لا ينبغى إلا له والغريب إننا أحياناً نقع فى حيره بل غالباً عندما نقرأ نصين فى كتاب الله يبدو لجهلنا أنهما متناقضان فنسمع أن السجود لا ينبغى إلا لله وفى نفس الوقت ينبغى لآدم بأمر الله ” أسجدوا لآدم ” نعلم أن الخالق هو الله وفى نفس الوقت ينبغى لسيدنا عيسى بإذن الله ” وأخلق من الطين كهيئة الطير وكذلك إحياء الموتى شأن إلهى غير أنه بإذن الله قام به سيدنا إبراهيم ” فخذ أربعة من الطير ” وسيدنا عيسى ” وأحيى الموتى بإذن الله ” وسيدنا موسى ” إضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى ” إلى غير ذلك والناظر بغير بصيره فى كتاب الله يرى التناقض واضحاً جلياً فإذا إعتبرنا أن من يعمل بإذن الله كمن يعمل بغير إذن الله يكون التناقض هنا صحيحاً ولكن إذا عرفنا الفرق بين من يعمل بإذن الله و إعتبرناه ليس غير الله ومن يعمل بغير إذن الله يعتبر غير الله ففى الحالات التى ذكرناها قام بها الأنبياء والمرسلون تمت بإذن الله وبقدرته المطلقه ومن قام بها لا يعتبر مستقلاً عن الله بل هو من حزب الله ولو كان مستقلاً وفعل ذلك لوجبت له الألوهيه ولكن الفعال هو الله والمأذون من الله فعالآً فى حدود ما أذن به وبسلطان الله عندئذ لا يعتبر غير الله ولكن هل يعتبر هو الله ؟ قطعاً لا , إذاً الفعال بإذن الله لا هو غير الله ولا هو عينه سبحانه وتعالى مثال : رجل وَكلّ محامى وأذنه فى التصرف فى حدود معينه فإذا تصرف المحامى بإذن موكله فى حدود توكيله لا يعتبر غير موكله وفى نفس الوقت لا يعتبر هو عين موكله فمن أعتبر أن المأذون من الله هو الله فقد ضل ومن أعتبره غيره فقد ضل
و لا حول و لا قوة إلا بالله
في تصنيف : اللهم اجعله خير في سبتمبر 7th, 2010