بهدوء

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 166
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله أجمعين و بعد
فإن الله سبحانه وتعالى صاحب القدره المطلقه والغنى المطلق ولذلك فإنه يفعل كل شىء وهذا يعنى الشىء وضده لأنه لو خلق شيئاً وجعله لا ضد له قد يشير ذلك إلى نقص فى القدره فالماء العذب ينفع ويضر والنار تنفع وتضر وكذلك الحيوان والطير والنبات والطعام والهواء وكل شىء وهذا التعبير دارج على الألسنه وحقيقته أن الله هو النافع و الضار بكل شىء وما ينفع به خلقاً يضر به خلقاً آخر لأن كل شىء خلقه الله إنما جعله لما خلق لأنه الغنى غنى مطلقاً وكل خلقه ادوات فى يده يتصرف بقدرته كما يشاء وهو الحكيم العليم وإذا إستقر فى أذهاننا أن كل شىء ينفع ويضر بإذن الله لوجب علينا الإنتباه إلى أن بعض خلق الله يغلب نفعهم ويندر ضررهم وبعض خلقه يغلب ضررهم ويندر نفعهم الإنسان من خلق الله ينفع وينتفع ويضر و يتضرر والأنبياء من الإنسان نفعهم غالب والأولياء كذلك بهم ينفع الله وبهم يضر لقول النبى صلى الله عليه وسلم ” خير الناس أنفعهم للناس ” إذا نظرنا إلى الكهرباء مثلاً وعرفنا فوائدها ونفعها لا يجب أن ننسى أن لها أضرار مثلها فى ذلك مثل المواد الكاويه والحارقه والغازات لها أيضاً نفع ولكن لها ضرر مما يجب علينا الحيطه والحذر ونتعامل مع الأشياء محترمين إرادة الله فيها والأولياء كذلك لأن الله خبأ ثلاثاً فى ثلاث رضاه فى طاعته وسخطه فى معصيته وأوليائه من خلقه فلا نستهين بطاعه صغيره فربما هى مفتاح السعاده كلها ولا نستهين بمعصيه صغيره فربما كانت مجلبه للشر كله كذلك لا يجب أن نستهين بأحد من خلق الله فربما يكون الشخص الضعيف ولى من أولياء الله فنعاديه فيحق علينا قوله تعالى فى الحديث القدسى ” من عادى لى ولياً فقد آذنته بالحرب ” . و ليس للأولياء علامات مخصوصه فلا يعرفون بالعمائم واللحى ولا المسابح ولا فصاحه اللسان ولا كبر الحجم ولا كبر العائله ولا السن فرب أشعث أغبر ذو طمرين باليين تنبو عنه أعين الناس ولو أقسم على الله لأبره أيها القارىء الكريم إن لله فى خلقه شئوناً وكما لا تحب أن يتدخل أحد فى العلاقه بينك وبين الله فلا يجب عليك أن تتدخل فى العلاقه بين الله وخلقه وطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
المحرر