رب الفلق

جريدة البحيره و الأقليم
عدد – 158
 
الحمد لله رب الفلق خلق الإنسان من علق و أشهد أنه لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا  عبده و سوله و بعد فإن الله سبحانه و تعالى هو فالق الإصباح و هو فالق الحب و النوى و هو الذى فلق بقدرته البحر بعصا موسى و لذلك فهو رب الفلق فما هو الفلق , الواضح من سياق الآيات أن الفلق يشير إلى الفصل فهو الذى يفصل النور من الظلمه و النبات من الحبه على ذلك و نظرا لضيق المساحه فى الجريده فإن الفلق بإختصار هو السر الإلهى الذى أوجد الله به أوليات ” أصول ” المخلوقات جميعا من العدم المطلق و لذلك فإن رب الفلق هو الذى يقدر على الإيجاد من العدم المطلق للأوليات و هو أيضا القادر على جمع الدقائق ” الأجسام الصغيره ” مع الرقائق ” الرواح المحركه لها و الجمع بينها و المزج و إيجاد التناسق و هو القادر أيضا على الفصل بين كل ذلك فى الحياه و بعد الحياه فإذا كان فى طعام الإنسان أو فى دوائه أو تنفسه بالهواء أشياء ضاره بصحته فى الدنيا أو ضاره بعلاقته مع ربه فى الآخره ثم أستعاذ برب الفلق فإن الله سبحانه و تعالى يفصل بين الشر و الخير الممزوجين فلا يصيب الإنسان المستعيذ برب الفلق أى شر مما خلق الله بل يستفيد بالخير الموجود فيما خلق الله من أحتياجات للإنسان ولا ينبغى أن نستعيذ برب الفلق من كل ما خلق لأن فى ذلك نفى الإستفاده من مخلوقات الله إلا فى حاله واحده و هى الأستعاذه من الشيطان الرجيم لأن الشيطان ليس فيه خير ممزوج بشر بل كله شر و هذه تعتبر أوسع و أشمل و أعم صيغ الدعاء النافعه فى الدنيا و الآخره لأن فيها الإستعاذه من الشر كله ما ظهر منه و ما غسق
عزيزى القارىء قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم