نعمة الحسد

جريدة البحيره و الأقليم
عدد رقم – 129
 
الانسان يدعو ويتمنى والله يقبل أو لا يقبل والحاسد يتمنى زوال النعمة عن صاحبها وإن لم ينل منها شيئاً والله يقبل ذلك وتزول وكأنه سبحانه قبل دعوة الحاسد الشقى ضد المؤمن التقى وهذا الأمر قد يبدو غريبا حتى أن بعضهم يتندر بالحكايا والاقاصيص فيقول إن مبصراً استأجر أعمى لكى يحسد له الناس فأخذ المبصر يصف والأعمى يحسد وفى النهاية سأل الحاسد من استأجره قائلاً كل ما وصفته لى أنت تراه وأنا لا أراه يالعينيك لعلهما جميلتان واسعتان فهبت عاصفة أدخلت الرمال فى عينى المبصر فرمد حتى عمى 000 الامر محير وعلى المستوى الجماعى أو القومى فإن لنعم الله أعداء وهم حسادهم ألم يكن فرعون على حسد كبير لسيدنا موسى عندما أراه الآية الكبرى فكذب وعصى وجمع السحرة من كل البلاد علهم يستطيعون أن يطفئوا نور الله ويغلبوا سيدنا موسى وتوأد الدعوة الموسوية فى مهدها
ولكن الله رد كيد الحاسد ” فرعون” فى نحره ونصر نبيه موسى وأيده وكذلك كل نبى جعل الله له عدوا من المجرمين حتى أن سيدنا رسول الله عند عودته من الإسراء والمعراج جمع الحاسد ” أبولهب ” كل الناس ليكذبوا رسول الله وكانوا يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ويوم أن جمع الحسد جنوده يوم الأحزاب ولكن الله تعالى صدق عهده ونصر عبده وأعز جنده يوم وهزم الأحزاب وحده فلو علم أهل الحسد عاقبة فعلهم ما جمعوا الناس ليكذبوا نبياً أو وليا لله تعالى لأن الله لا شك ناصرهم على غير ما يحتسبون 0
وإذا أراد الله نشر فضيلة 000 طويت أتاح لها لسان وحسود لولا اشتعال النار نشر فيما جاورت 00 ما كان يعرف عرف العود وهذا يعنى أن الله لا يمكن الحاسد من المحسود على صفه الدوام فهو الذى خلق 000 وأنزل سورة الفلق وجعل للحاسد سلطانا على من لم يتحصن بالتطعيم 0
والله المستعان وصاحب القدرة وهو بكل شئ عليم
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المحرر