الحمد لله فالق الإصباح وجعل الليل سكناً

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 126
 
الحمد لله فالق الإصباح وجعل الليل سكناً  00 حفظ عبده ورسوله موسى فى اليم طفلا ًفالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً وصلاة وسلاماً على سيد الوجود 00 الذى هو فى السماء والأرض محمود وبعد 0
فإن فى مجالس المسلمين قصص وحكايات يستنبط الحصيف منها العبر والآيات ففى الحلقة السابقة رأينا ما دار بينهم فى شأن إسلام سيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنه يوم أعلن الدعوة فى مكة بسيف أرهب الإرهاب 00 ثم نستكمل نقل الحوار . .
قال قائل إن سيدنا عمر رضى الله عنه عندما يذكر لابد أن يذكر السيف معه فقاطعه آخر قائلاً بل قل يذكر العدل والحق فإذا ذكر العدل والحق فلاعيب من ذكر السيف إلا إذا كان مقرونا بالباطل والظلم والبطش قال ثالث: من يذكر يوم هجرته رضى الله عنه فقد شهر سيفه وقال من أراد أن تثكله أمه وترمل زوجه وييتم ولده فيلقنى وراء هذا الوادى فإنى مهاجر 00 ولما كان لكل مجلس فصيحاً فقد قال فصيح المجلس : إن رجلاً يعلن عن هجرته إلى الله ورسوله
هل فى ذلك  إعتداء على أحد ؟
هل فى ذلك ظلم لأحد ؟
هل فى ذلك بطش لأحد ؟
هل فى ذلك سلب لحقوق الآخرين ؟
هل فى ذلك  ترويع للآمنين؟
رجل يشهر سيفه ليحمى هجرته فاراً بدينه ليلحق برسول الله حتى يكون سيفه مظلمة للمستضعفين من المؤمنين ما الذى يعيبه فلو كان سيف غدر وقتل وسفك دماء لأخفى ما قال حتى إذا تبعه من الكفار نفر قليل أو كثير لأبادهم وأهلكهم ولكن رضى الله عنه أظهر ما أعطاه الله من قوة حقناً للدماء لا إراقته.. وتنبيهاً للغافلين, وإقامة لمن يدعى فى مستقبل الأيام أنه هرب عن خوف وينسى أنه رضى الله عنه هاجر عن شوق ليلحق بالحبيب صلى الله عليه وسلم وحتى لا يكون سمة المهاجرين هى الخفاء بل الخفاء والعلن فقال أحد الجالسين هل فى هجرة  سيدنا عمر مخالفة للسنة فقد هاجر الرسول سراً وكان ينبغى عليه ألا يخالف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه الفصيح قائلاً : إن هجرة النبى صلى الله عليه وسلم سراً إنما هى رحمة بالضعفاء من المسلمين ولكى يقيم الحجة ويضرب المثل لأنه صلى الله عليه وسلم مشرع فلو قال الله تعالى ” ما آتاكم عمر فخذوه ” لهاجر سيدنا عمر سرا وهاجر رسول الله جهراً بل وجاهر بالجهاد ولكن الله تعالى قال: “وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ” فأخذ الضعفاء بالجزء الأول وفعلوا كما فعل الرسول وهاجروا سراً وأما سيدنا عمر فأخذ بالجزء الثانى من الآية فلم يجد نهياً من رسول الله عن الهجرة جهراً فهاجر كما سمعنا 0
قالوا جميعاً من هنا لابد  أن نلتفت الى الأمر والنهى فمالم يرد عنه نهى فهو متروك للأحوال وتقدر كل حاله بقدرها ولا إكراه فى الدين 00 لا إكراه فى الدين الإكراه ليس من الدين
 
لا حول ولا قوة إلا بالله