“الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً” والكتاب هو القرآن… وجعل الله بفضله لكتابه أهلاً.. ثم سماهم الرسول أهل الله ..عندما سئل صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل لله أهلين من الناس ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” أهل القرآن هم أهل الله وخاصته” ثم جعل ليثرب”المدينة” أهلاً فقال ” يا أهل يثرب” 0
وجعل الله للعلم أهلاً وسماهم أهل العلم وجعل الله للبيت الحرام أهلاً وسماهم أهل البيت ” رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ”
وجعل الله لكل رجل أهلاً 00 كما جعل لكل حرفة أهلاً ولكل خلق أهلاً وعلى هذا فالأهلية لا تعنى القرابة دائماً ولكنها تعنى ذلك أحياناً فقد يكون القريب من الدرجة الأولى للرجل وليس من أهله وإن كان ولده يقول سيدنا نوح عليه السلام ” رب إن إبنى من أهلى” ويقول الحق ” إنه ليس من أهلك” 0
فما مقومات الأهلية ؟
والإجابة أن مقومات الأهلية هى الإ تباع لقوله تعالى ” واللذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيماناً ألحقنا بهم ذريتهم ” ويقول سيدنا إبراهيم عليه السلام ” فمن تبعنى فإنه منى ”
 وواضح من هذه المقدمة أن الغرض منها هو الوصول إلى تعريف صحيح لكلمة أهل بيت النبوة وهل هم كل الذرية 00 وهل هناك مجال لهذا الشرف من غير ذرية النبى صلى الله عليه وسلم ؟
الإ جابة 000 ليست كل الذرية تعتبر أهل البيت إلا إذا توفر شرط الإلحاق وهو الإ تباع وأقل الإتباع عدم المخالفة فمن صلح من الذرية يسمى العترة ومن صلح من العترة بكامل الإتباع يسمى ذو الأهلية أوصاحب الأهلية أو المؤهل للنسب الشريف ومن كان غير هذا فهو غير ذلك هذا هو الباب الأول وهو إتباع الذرية لرسوله صلى الله عليه وسلم 0
أما الباب الثانى لنيل الأهلية فهو باب الإيمان قال تعالى ” النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم”
فلما سئل صلى الله عليه وسلم إلى هذا الحد أنت تحبنا يا رسول الله 00 قال صلى الله عليه وسلم حتى الشوكة يشاكها أحدكم فأتألم لها وقد دخل  من هذا الباب كثيرمن المؤمنين مثل سيدنا بلال ” بلال منا اهل البيت” وسيدنا سلمان الفارسى ” سلمان منا أهل البيت” وصهيب الرومى ” صهيب منا أهل البيت ” وعلى هذا فإن مدار الأمر كله لبلوغ الأهلية هو الإتباع سواء كان المتبع من الذرية أو من غير الذرية وقد صدق القائل حين قال عليك بتقوى الله ما دامت سالماً ولا تترك التقوى إتكالاً على النسب لقد فاز بالتوحيد سلمان فارسٍ وخُلد فى نار الجحيم أ بى لهب