هل كان والدا الرسول وثنيين ؟
صوت الأمة العدد 144
1/9/2003
لا توجد شبكة إنترنت واحدة خالية من الهجوم على رسول الله ^ .. لا توجد دار نشر واحدة في الغرب لا تفكر في إصدار كتاب ضده .. عليه الصلاة والسلام .. وكأن موضة هذه الأيام هي السخرية من المسلمين ورسولهم الكريم. وفي مسلسل الهجوم على كل ما يمت للإسلام بصلة نجد من يلبس الباطل ثوب الحق .. ومن يستخدم منطق العقل الصوري والشكلي والظاهري البارد في تفسير ما يحتاج إلى عمق التفسير والإيمان .. وهو ما يربك أصحاب الثقافة الدينية البسيطة .. ويكاد يفقدهم الثقة في أنفسهم .. وفي دينهم . من هذه القضايا .. قضية والدى رسول الله ^ .. لقد أصبحا في ذمة الله .. قبل أن ينزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في سن الأربعين .. وهو ما جعل البعض يأخذ الأمور بظواهرها .. ويدعي أنهما ماتا وهما مشركان .. لم يرحلا عن الأرض وهما يتمتعان بنعمة الإيمان . والقول بأن الرسالة لم تبلغهما يعني أنهما معفيان من الحساب .. يقول سبحانه وتعالى :[ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ] (15 الإسراء) .. وقد كانت ولادة النبي ^ في عهد اسمه الفترة .. والمقصود بها الفترة التي انقطعت فيها الرسالات السماوية بعد سيدنا عيسى عليه السلام .. وهي فترة تصل إلى نحو 500 سنة .. وهي فترة طويلة .. ورغم ذلك حفظ الله السلسلة التي فيها رسول الله ^ من الأصلاب والأرحام.. من أول سيدنا آدم إلى يوم ولادته. لقد جاء النبي ^ من صلب طيب إلى رحم طاهر .. ولم يصبه من سفاح الجاهلية شيئ .
وكما ورد في المعجم الكبير – الجزء (10) ، ص (399) :
10812 – حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي ثنا هشيم ثنا المديني عن أبي الحويرث عن ابن عباس قال قال رسول الله ^ :( ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية شيء وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام ) .
وورد فى كتاب : أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام الناشر : مكتبة الغرباء الأثرية – المدينة المنورة الجزء (1) ، ص(115) :
ومنها ما أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ((لم يلتق أبواي قط على سفاح لم يزل الله عز وجل يتقلبني من الأصلاب الطيبة والأرحام الطاهرة صافيا مهذبا لا يتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما)) .
( ترحلت من صلب طيب إلى رحم طاهر ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيئ فأنا خيار من خيار من خيار ) . وقد أورد القرآن أن الرسول ^ تقلب في سلسلة طاهرة مؤمنة حتى يوم ولادته .. قال سبحانه وتعالى : [ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ] (217-219 الشعراء) .. أي من ساجد إلى ساجدة من صلب ساجد .. إلى رحم ساجدة .. ثم من صلب ساجد إلى رحم ساجدة .. وهذا يعني أن والدي النبي ساجدان. وأبو حضرة النبي ^ الأكبر هو سيدنا إبراهيم .. وسيدنا إبراهيم تفرع منه فرعان .. الفرع الأول سيدنا اسحق ومن ورائه سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف إلى سيدنا موسى وانتهاء بسيدنا عيسى .. هؤلاء كانوا أنبياء بني إسرائيل .. والفرع الثاني كان سيدنا إسماعيل عليه السلام .. وهو الفرع الذي لم يخرج منه نبي سوى رسول الله ^ . إذن النور اكتمل من الفرعين .. ولذلك يقال دعوة إبراهيم وهو أبو الأنبياء لأنه أبو الفرعين ودينه كان الإسلام .. ومن ثم لا مجال أن يقال إن والدي النبي وثنيان لأنهما من الساجدين .. ولم تبلغهما الرسالة .. وبالتالي لا ذنب ولا جناح عليهما .. ولا داعي للخوض بجهل في أمور من هذه العينة .. لا داعي للأخذ بظواهرها بينما هي محسوسة في الأحاديث النبوية والقرآن الكريم
ولا حول ولا قوة إلا بالله
في تصنيف : لحظة نور في يوليو 22nd, 2010