أدب المؤمن . . مع الله
جريدة عقيدتي
مايو 2009
مايو 2009
علامة المؤمن العارف العابد الزاهد الواصل السايح فى ملكوت الله أن يكون فارغاً من الدنيا والآخره عليه أن يضرب الدنيا فى وجه عشاقها ويسلم الآخره إلى أربابها .
عليه ألا ينتظر على ما يفعل دخول الجنه أوالفرار من النار . عليه أن يحرم قلبه من كل حب إلا حب مولاه . ولو نظر إلى نفسه لشعر بالإفتقار ولو نظر إلى ربه لشعر بالإفتخار
لا إعتراض على مشيئة الله مهما بدت مؤلمه ومباغته وغير متوقعه حتى لو دخل أشد الناس كفراً ومعصيه الجنه بشفاعة أوغير شفاعه – أبولهب – مثلاً. فلا مجال لكلمة ظلم مع الله فكلمة ظلم لا يستعملها إلا من له حق . فإذا إنتفى الحق إنتفى الظلم . ولأنه لا حقوق لنا على الله ” وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ” (الكهف:49) .
فأساساً ليس هناك مجال لحق حتى يترتب عليه ظلم . وعلى ذلك لو دخل عصاه الجنه فإن المطيعين لا يظلمون ” وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “(النور: من الآية35 ويقول سبحانه وتعالى أيضاً : ” إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ”
(البقرة:26 ) فلو أن ثلاثه جاءوا إلى رجل غنى يسألونه صدقه فأعطى الأول مبلغاً كبيراً وأعطى الثانى مبلغاً أقل ورفض إعطاء الثالث شيئاً . هل ظلم الثانى بالقله وظلم الثالث بالحرمان ؟ لم يظلم الثانى ولا الثالث لأنه ليس لهما حق أصلاً . وقد يكون الأول الذى أخذ الكثير أكثر تطاولاً على الرجل الغنى وأقل الثلاثه تقوى والرجل الغنى يعرف ذلك كله ورغم ذلك ليس لنا أن نحاسبه على ما منح .
يقول الله لعباده ” وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” (الشورى:40) ومن عفا هو من تخلق بأخلاق الله , العفو , الصفح , المغفره , الرحمه . فهل من المعقول أن يأمر الله عباده بخلق ليس فيه ولا يرضاه ؟ هل من المعقول أن يأمرنا بالعفو والصلح ولا يكون ذلك من خصاله ؟ إن التجاوز عن أخطاء البشر شأن إلهى والله سبحانه وتعالى هو ( الصبور ) أى لا يستفزه عصيان خلقه فيمنع عطاؤه . فكم من أمة كفرت بالله وأنعم عليها . وكم من قوم جعلوا مع الله أنداداً وأمهلهم بحلمه وعلمه وقدرته المطلقه فرصاً أخرى . وكم من جماعه تطاولوا على عزته وجلاله ولكنه سبحانه وتعالى لم يخسف بهم الأرض . على أن هناك أمماً وجماعات أخرى خسف بهم الأرض . هذا شأنه لكنه على المؤمن أن يتخلق بأخلاق الله ولا يلتفت إلى القيل والقال ويفتح قلبه للتسامح والرحمه وينقى ضميره من الغل والإنتقام . إن القسوه التى حملها الإنسان فى داخله هى أشواك تدميه قبل أن تدمى من سيلقى بها عليه لكن أغلب الناس لا يعلمون . أغلب الناس يركبون عنادهم وجهلهم ولايفيقون إلا بعد أن يسقطوا على الأرض وتنكسر رقابهم .
والقيل والقال نوع من الأسلحه الفاسده التى تنفجر فى وجه من يطلقها . فالكلمه السيئه تعود إليه بكتيبه من كلمات السوء . لكنها طبيعة البشر . فلو صاحب إنسان جبريل ما سلم من القيل والقال . بل إن الله سبحانه وتعالى لم يسلم من تلك الخصله البشريه .
قيل أن له إبناً وصاحبة زوراً وبهتاناً . فإذا كان هذا قولهم فى الله خالقهم . فماذا لو قيل عنا بعض مما قيل فيه سبحانه وتعالى ؟ ؟ ؟
إن الواجب أن يتأدب المؤمن مع الله ولا يتدخل فى الشئون الإلهيه وإن يخلى بين الله وعباده . فيرفع الله من يشاء ويخفض من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويرحم من يشاء ويشفع لمن يشاء ويقبل شفاعة من يشاء ويرفض شفاعة من يشاء فيمن يشاء . إنه على كل شىء قدير .
إن الإنسان وهومخلوق ضعيف وهش ومحدود القدره والطاقه والإراده لا يقبل أن يتدخل أحد فى شئونه الخاصه ولو كانت بينه وبين خادمه أوبينه وبين أبنه فكيف يتجراً أن يتدخل بين الله وعباده ويعترض مستغلاً إن الله حليم والحلم يغرى بالجهل . أومستغلاً إن الله كريم والكرم يغرى بالتجاوز .
ويبدو إن كرم الله وحلمه أغرى بعض العلماء الأفاضل بالإعتراض على الشفاعه وهو أمر مثير للدهشه بدوا وكأنهم يعلمون الله أصول الدين .
لكنه سبحانه وتعالى يقول “قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (الحجرات:16) .
بل إن الشفاعه لا تنفع فى الآخره فقط وإنما تنفع فى الدنيا أيضاً فصلة الرحم تشفع فى إطالة العمر والصدقه تشفع فى تداوى المريض والزكاه تشفع فى تحسين المال . والله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه . هذه كذلك شفاعه . وربما تشفع لنا من سبق وتشفعنا له , فقد تشفع سيدنا موسى لسيدنا هارون ليكون رسولاً ثم إستشفع به فى قوله تعالى ” قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وأشركه فى أمرى) .
(طـه من 25 : 31) وإستجاب الله لسيدنا موسى فى قوله تعالى :” قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) (القصص:35)
وقدرة الله تعالى على العفو كقدرته على العقاب بل قدرة الله على العفو دليل قدره أشد . فالعفو عند المقدره النسبيه للبشر فضيله فما بالنا بالعفو عند المقدره الإلهيه المطلقه . والمقدره النسبيه فرق بين قوتين . والمقدره المطلقه فرق بين منتهى القوه واللا قوه فرق بين اللانهايه والصفر .
ولنا أن نتساءل : هل هناك إلزام على الله بالإستجابه للشافعين ؟ هل نتكل على أن الأنبياء والأولياء والصالحين والأطفال الذين ماتوا قبل البلوغ سيشفعون لنا ؟ ؟ ؟
ما حدود ذلك وغير ذلك إذن الله . وإذنه سبحانه وتعالى شأن من شئونه الخاصه تحكمهُ فيه مطلق وغيب . لذلك فإن الجانب الأكثر أمناً للمؤمن هو فى قوله تعالى : ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ” (الأحزاب: من الآية 36) وأمر الشفاعه مما يقضيه الله بإرادته .
ولنا أن نتساءل أيضاً : هل الأمل فى الشفاعة يعيب المؤمن ؟ هل هو نقص إيمان ؟ والإجابه : إنه من تمام الإيمان . . الإيمان أن يكون أمل المؤمن فى رحمة الله وليس فى عمله . يقول سبحانه وتعالى : ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ “(غافر: من الآية60) والإستجابه هنا مطلقه لكن لا يجب أن يتوقف عمل المؤمن عند حدود وفى الوقت نفسه لا يستكثر على شىء فإذا دعوناه فكما أمر وإن إستجاب فكما وعد . غير ملزم بذلك فقد جاز سبحانه وتعالى أن يعذب من أطاعه وأن يثيب من عصاه ذلك لأنه لا يسأل عما يفعل ونحن نُسأل . فالمؤمنون المتوكلون هم الذين يتخذون الأسباب ويطلبون الشفاعه ثم يتقبلون النتائج مهما كانت يقول سبحانه وتعالى : ” إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً” (النساء:17)
فعلى من تطاول وتعدى حدوده وأنكر أنعم الله عليه أن يتوب وألا يكون من الذين يصرون على الإثم وهم يعلمون .
لا إعتراض على مشيئة الله مهما بدت مؤلمه ومباغته وغير متوقعه حتى لو دخل أشد الناس كفراً ومعصيه الجنه بشفاعة أوغير شفاعه – أبولهب – مثلاً. فلا مجال لكلمة ظلم مع الله فكلمة ظلم لا يستعملها إلا من له حق . فإذا إنتفى الحق إنتفى الظلم . ولأنه لا حقوق لنا على الله ” وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ” (الكهف:49) .
فأساساً ليس هناك مجال لحق حتى يترتب عليه ظلم . وعلى ذلك لو دخل عصاه الجنه فإن المطيعين لا يظلمون ” وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “(النور: من الآية35 ويقول سبحانه وتعالى أيضاً : ” إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ”
(البقرة:26 ) فلو أن ثلاثه جاءوا إلى رجل غنى يسألونه صدقه فأعطى الأول مبلغاً كبيراً وأعطى الثانى مبلغاً أقل ورفض إعطاء الثالث شيئاً . هل ظلم الثانى بالقله وظلم الثالث بالحرمان ؟ لم يظلم الثانى ولا الثالث لأنه ليس لهما حق أصلاً . وقد يكون الأول الذى أخذ الكثير أكثر تطاولاً على الرجل الغنى وأقل الثلاثه تقوى والرجل الغنى يعرف ذلك كله ورغم ذلك ليس لنا أن نحاسبه على ما منح .
يقول الله لعباده ” وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” (الشورى:40) ومن عفا هو من تخلق بأخلاق الله , العفو , الصفح , المغفره , الرحمه . فهل من المعقول أن يأمر الله عباده بخلق ليس فيه ولا يرضاه ؟ هل من المعقول أن يأمرنا بالعفو والصلح ولا يكون ذلك من خصاله ؟ إن التجاوز عن أخطاء البشر شأن إلهى والله سبحانه وتعالى هو ( الصبور ) أى لا يستفزه عصيان خلقه فيمنع عطاؤه . فكم من أمة كفرت بالله وأنعم عليها . وكم من قوم جعلوا مع الله أنداداً وأمهلهم بحلمه وعلمه وقدرته المطلقه فرصاً أخرى . وكم من جماعه تطاولوا على عزته وجلاله ولكنه سبحانه وتعالى لم يخسف بهم الأرض . على أن هناك أمماً وجماعات أخرى خسف بهم الأرض . هذا شأنه لكنه على المؤمن أن يتخلق بأخلاق الله ولا يلتفت إلى القيل والقال ويفتح قلبه للتسامح والرحمه وينقى ضميره من الغل والإنتقام . إن القسوه التى حملها الإنسان فى داخله هى أشواك تدميه قبل أن تدمى من سيلقى بها عليه لكن أغلب الناس لا يعلمون . أغلب الناس يركبون عنادهم وجهلهم ولايفيقون إلا بعد أن يسقطوا على الأرض وتنكسر رقابهم .
والقيل والقال نوع من الأسلحه الفاسده التى تنفجر فى وجه من يطلقها . فالكلمه السيئه تعود إليه بكتيبه من كلمات السوء . لكنها طبيعة البشر . فلو صاحب إنسان جبريل ما سلم من القيل والقال . بل إن الله سبحانه وتعالى لم يسلم من تلك الخصله البشريه .
قيل أن له إبناً وصاحبة زوراً وبهتاناً . فإذا كان هذا قولهم فى الله خالقهم . فماذا لو قيل عنا بعض مما قيل فيه سبحانه وتعالى ؟ ؟ ؟
إن الواجب أن يتأدب المؤمن مع الله ولا يتدخل فى الشئون الإلهيه وإن يخلى بين الله وعباده . فيرفع الله من يشاء ويخفض من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويرحم من يشاء ويشفع لمن يشاء ويقبل شفاعة من يشاء ويرفض شفاعة من يشاء فيمن يشاء . إنه على كل شىء قدير .
إن الإنسان وهومخلوق ضعيف وهش ومحدود القدره والطاقه والإراده لا يقبل أن يتدخل أحد فى شئونه الخاصه ولو كانت بينه وبين خادمه أوبينه وبين أبنه فكيف يتجراً أن يتدخل بين الله وعباده ويعترض مستغلاً إن الله حليم والحلم يغرى بالجهل . أومستغلاً إن الله كريم والكرم يغرى بالتجاوز .
ويبدو إن كرم الله وحلمه أغرى بعض العلماء الأفاضل بالإعتراض على الشفاعه وهو أمر مثير للدهشه بدوا وكأنهم يعلمون الله أصول الدين .
لكنه سبحانه وتعالى يقول “قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (الحجرات:16) .
بل إن الشفاعه لا تنفع فى الآخره فقط وإنما تنفع فى الدنيا أيضاً فصلة الرحم تشفع فى إطالة العمر والصدقه تشفع فى تداوى المريض والزكاه تشفع فى تحسين المال . والله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه . هذه كذلك شفاعه . وربما تشفع لنا من سبق وتشفعنا له , فقد تشفع سيدنا موسى لسيدنا هارون ليكون رسولاً ثم إستشفع به فى قوله تعالى ” قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وأشركه فى أمرى) .
(طـه من 25 : 31) وإستجاب الله لسيدنا موسى فى قوله تعالى :” قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) (القصص:35)
وقدرة الله تعالى على العفو كقدرته على العقاب بل قدرة الله على العفو دليل قدره أشد . فالعفو عند المقدره النسبيه للبشر فضيله فما بالنا بالعفو عند المقدره الإلهيه المطلقه . والمقدره النسبيه فرق بين قوتين . والمقدره المطلقه فرق بين منتهى القوه واللا قوه فرق بين اللانهايه والصفر .
ولنا أن نتساءل : هل هناك إلزام على الله بالإستجابه للشافعين ؟ هل نتكل على أن الأنبياء والأولياء والصالحين والأطفال الذين ماتوا قبل البلوغ سيشفعون لنا ؟ ؟ ؟
ما حدود ذلك وغير ذلك إذن الله . وإذنه سبحانه وتعالى شأن من شئونه الخاصه تحكمهُ فيه مطلق وغيب . لذلك فإن الجانب الأكثر أمناً للمؤمن هو فى قوله تعالى : ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ” (الأحزاب: من الآية 36) وأمر الشفاعه مما يقضيه الله بإرادته .
ولنا أن نتساءل أيضاً : هل الأمل فى الشفاعة يعيب المؤمن ؟ هل هو نقص إيمان ؟ والإجابه : إنه من تمام الإيمان . . الإيمان أن يكون أمل المؤمن فى رحمة الله وليس فى عمله . يقول سبحانه وتعالى : ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ “(غافر: من الآية60) والإستجابه هنا مطلقه لكن لا يجب أن يتوقف عمل المؤمن عند حدود وفى الوقت نفسه لا يستكثر على شىء فإذا دعوناه فكما أمر وإن إستجاب فكما وعد . غير ملزم بذلك فقد جاز سبحانه وتعالى أن يعذب من أطاعه وأن يثيب من عصاه ذلك لأنه لا يسأل عما يفعل ونحن نُسأل . فالمؤمنون المتوكلون هم الذين يتخذون الأسباب ويطلبون الشفاعه ثم يتقبلون النتائج مهما كانت يقول سبحانه وتعالى : ” إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً” (النساء:17)
فعلى من تطاول وتعدى حدوده وأنكر أنعم الله عليه أن يتوب وألا يكون من الذين يصرون على الإثم وهم يعلمون .
ولا حول ولا قوة إلا بالله
في تصنيف : رؤية جديدة في سبتمبر 15th, 2010