لو صبرنا على الرزق الحرام .. لجاء إلينا يسعى فى الحلال
عقيدتى العدد 915
8 يونيو2010م
لا مانع أن يقول المسلم إنه مالكى أو شافعى هذا حقه , لكن أن يعتبر نفسه فى طائفة تمتلك وحدها الحقيقة فهذا ليس حقه .
لو سالت شخصا : هل أنت من أنصار السنة المحمدية ؟ .. سيسارع بالنفى قائلا : لا .. لست من انصار السنة المحمدية .. والمقصود .. أنه ليس عضوا فى جمعية أنصار السنة المحمدية .. ولكن .. يبدو من إجابته أنه مسلم ولا يتبع السنة المحمدية .
لقد زادت التسميات التى تجعل بعض التنظيمات السياسية والدينية الإسلامية تحتكر الإسلام .. فأعضاء جمعية أنصار السنة المحمدية يبدون وكأنهم وحدهم الذين يتبعون السنة المحمدية .. سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والأخ المسلم عضو جماعة الإخوان المسلمين يبدو وكأنه وحده الذى ينفرد بهذه الصفة .. وكأن غير الأعضاء فى هذه الجماعة ليسوا إخوانا .. ولا مسلمين .. وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء الجماعات الإسلامية .. وكأن باقى الجماعات غير مسلمة .
إن مثل هذه الجمعيات هى تنظيمات سياسية تنأى بالدين عن هدفه السامى .. فالدين هدفه توحيد المسلمين وليس تقسيمهم وتصنيفهم .. إن المذهب الشافعى لم يدع أنه هو وحده المذهب الصحيح .. وأيضا المذهب المالكى .. وكذلك المذهب الحنفى والمذهب الحنبلى .. وإذا خرج واحد من أتباع هذه المذاهب واعتبر نفسه الوحيد الذى يعرف الإسلام أكثر من غيره ويعبر عنه أكثر من غيره أبعد عن نفسه نعمة القول الشهير الذى ينهى به العلماء فتواهم والله اعلم .
لا مانع أن يقول المسلم إنه مالكى أو شافعى أو حنبلى .. هذا حقه .. لكن .. ماغ ليس حقه أن يعتبر نفسه فى طائفة تمتلك وحدها الحقيقة .. يقول سبحانه وتعالى : ( ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) الروم 32 , وقد كثرت الجماعات الإسلامية إلى حد أنها أصبحت تسمى بأسماء قادتها .. ( جماعة عمر عبد الرحمن .. جماعة أبو حفص .. جماعة أيمن الظواهرى ) .. والمشكلة ليست فى الأسماء وإنما فى الاعتقاد .. فهناك جماعات تكفر غيرها .. وجماعات تقتل غيرها .. وجماعات تحتكر الفتوى دون غيرها .
حتى فى الصوفية .. لو اعتبر أهل كل طريقة أنهم هم فقط حملة راية الصوفية فهذا يعنى أنهم رموا الآخرين بالابتداع .. وهذا هو الخطأ بعينه .. لكن أن يسود الاعتقاد فى حرية ممارسة الشعائر الصوفية حسب اجتهادات علماء كل مذهب أو شيوخ كل طريقة مع حسن الظن بالآخرين فلن يكون لدينا مشكلة أو فتنة . إن للسيارة أكثر من دورة .. دورة للهواء .. دورة للوقود .. دورة للكهرباء .. ودورة تكيف .. وكل هذه الدوارات ضرورة لتسيير السيارة .. فلا يجوز أن تدعى دورة المياه أهمية الكهرباء .. ولا يمكن أن تزعم دورة الوقود ضرورة أعلى من ضرورة الفرامل .. كل دورة مهمة بشرط وجود الدورات الأخرى .. كل جماعة إسلامية مهمة فى وجود الجماعات الأخرى . لكن .. غالبية الجماعات والتنظيمات الدينيه الإسلامية تأخذ عن شرع الله .. وهى تتحدث عن هذا الشرع فى نطاق تطبيق الحدود .. دون أن تدرك أن تطبيق شرع الله أكبر من الحدود .. إن تطبيق شرع الله يكون فى الحقوق والواجبات وتعليم الجاهل بأمور دينه قبل أن نسعى إلى حسابه وعقابه .
وللحديث بقية إن شاء الله تعالي
في تصنيف : رؤية جديدة في ديسمبر 31st, 2010