كيف يكون الأبن عدواً لأبيه ؟
عقيدتى
العدد – 898
العدد – 898
ما نختال به.. قد يصبح عبئاً علينا.. فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا.. وهما فى موضع أخر من كتاب الله – فتنة.. ((إنما أموالكم وأولادكم فتنة)).. والفتنة تاتى من دائما من الزينة.. زينة الحياة الدنيا. “خرج على قومه فى زينته “
وكلمة فتنة قد تعنى الاختبار.. الذهب يفتن بالنار.. يختبر بالنار.. وقد تعنى التباس الحق بالباطل.. قال سبحانه وتعالى: (( كلما ردوا إلى فتنة أركسوا فيها)).. وقعوا فيها.
والزينة ليست باقية.. المال والبنين زينة.. ليس هناك ما يخلد وجودهما فى حياة الإنسان.. الزينة زائلة.. ومن إعتمد على شئ يزول فقد فتن.. فكتاب الله يضيف بعد وصف المال والبنون بزينة الحياة الدنيا إن ((الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوباً)).. وهو ما يعنى أن المال والبنون من الباقيات الصالحات إلا إذا كان فى سبيل الله.. المال يصبح صدقة جارية.. والبنون يكونون صالحين يدعون لأبائهم.. حسب قول رسول الله: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له)).
لكن لو استغنى الإنسان بماله.. أو استعلى بعلمه.. أو استكثر بذريته.. فقد وضع نفسه فى شر الفتنة.. لقوله تعالى:((ذرنى ومن خلقت وحيداً وجعلت له مالاً ممدوداً وبنين شهوداً ومهدت له تمهيداً ثم يطمع أن أزيد)).. ((سأرهقه صعوداً)).
والفتنة اختبار.. لكنه اختبار غير مضمون النتائج.. وجمعها فتن.. لكن فى المقابل هناك مايسمى بالفتون.. والفتون اختبار مضمون النتيجة.. امتحان يعرف صاحبه أنه سيجتازه.. سيجتازه.
يقول سبحانه وتعالى:((وفتناك فتوناً)).. ولم يقل وفتناك فتناً.. أى وضعناك فى اختبار لكنه مضمون.. والاختبارات المضمونة تذكير للبشر مهما كانت مرتبتهم.. تذكير لهم بأنهم مهما كانوا فهم فى النهاية عبيد لله.. يغتر ابنك ببراعته فى علم الرياضيات فتطلب منه حل مسألة صعبة يفشل فيها فتعيده إلى رشده.
إن هذه المسالة الصعبة وضعها الله أمام سيدنا موسى من خلال قصته الشهيرة مع سيدنا الخضر.. هناك فرق بينهما.. الخضر ولى.. موسى نبى ورسول ومن أولى العزم وهى مرتبة عليا من مراتب النبوة.
أراد الله أن يعلم موسى على يد الخضر الذى يصفه بأنه عبد من عبادنا أتيناه رحمة وعلمناه من لدنا علماً.. سأله سيدنا موسى:((هل اتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشداً)).. وكأنه يطلب منه أن يتتلمذ على يديه.. قال الخضر وهو يسمى بالعبد الصالح:((إنك لن تستطيع معى صبراً وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً)).. واستمر الحوار بينهما برقى يصعب تكراره.
الولى: فإن اتبعتنى فلا تسألنى عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرى.. وافق موسى وانطلقا حتى ركبا السفينة خرقها الخضر فقال موسى النبى: أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً امراً.
الولى: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبراً.
النبى: لا تؤخذنى بما نسيت ولا ترهقنى من أمرى عسراً.. فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله (الخضر) فاستعجله موسى النبى قائلاً : اقتلت نفساً ذكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً.
الولى: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبراً؟.
النبى: إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى عذراً.. وانطلقا من جديد ودخلا قرية طلبا طعاماً من أهلها فلم يستجيبوا ورغم ذلك قام الخضر ببنا جدار يريد أن ينقض فظن موسى أن الدخول فى هذا الأمر ممكن.
النبى: لو شئت لاتخذت عليه أجراً.
الولى: هذا فراق بينى وبينك.. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً.
وراح الخضر يفسِّر الأمر كما نعرفه.. لكن.. ما نريده هنا هو أن نثبت كيف أراد الله أن يعلم موسى ويضعه فى امتحان من نوع الفتون وليس الفتن.
هذه بعض الفتون التى فتن بها الله سيدنا موسى.. ليس من باب الغضب وإنما من باب التعليم والتربية والمحبة حتى يظل ملازماً لكونه عبداً لرب قادر على الهبة والمنع.
وليس كل زينة ضد وإنما الزينة الضد هى زينة من إغتر بزينته فى الدنيا وهو ما يفقده الزينة فى الأخرة.. فمن استغل زينته فى فى الدنيا استغلالاً صحيحاً ظلت له ثواباً وأملاً فى الأخرة.
أما كيف يصبح الأزواج والأولاد أعداء لنا فإن ذلك يحدث بالفتنة.. مثل امراة نوح.. وامراة لوط.. كل منهما كانت زوجة نبى.. ورغم ذلك كانت عدوة له.. وعندما يصل الأمر إلى هذا المستوى مع الأنبياء فلا يصعب أن يحدث ذلك للبشر.. فكم وجدنا أبناء يقتلون أباءهم.. وزوجات يحرضن على أزواجهن.. وسبحان الله ..
وكلمة فتنة قد تعنى الاختبار.. الذهب يفتن بالنار.. يختبر بالنار.. وقد تعنى التباس الحق بالباطل.. قال سبحانه وتعالى: (( كلما ردوا إلى فتنة أركسوا فيها)).. وقعوا فيها.
والزينة ليست باقية.. المال والبنين زينة.. ليس هناك ما يخلد وجودهما فى حياة الإنسان.. الزينة زائلة.. ومن إعتمد على شئ يزول فقد فتن.. فكتاب الله يضيف بعد وصف المال والبنون بزينة الحياة الدنيا إن ((الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوباً)).. وهو ما يعنى أن المال والبنون من الباقيات الصالحات إلا إذا كان فى سبيل الله.. المال يصبح صدقة جارية.. والبنون يكونون صالحين يدعون لأبائهم.. حسب قول رسول الله: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له)).
لكن لو استغنى الإنسان بماله.. أو استعلى بعلمه.. أو استكثر بذريته.. فقد وضع نفسه فى شر الفتنة.. لقوله تعالى:((ذرنى ومن خلقت وحيداً وجعلت له مالاً ممدوداً وبنين شهوداً ومهدت له تمهيداً ثم يطمع أن أزيد)).. ((سأرهقه صعوداً)).
والفتنة اختبار.. لكنه اختبار غير مضمون النتائج.. وجمعها فتن.. لكن فى المقابل هناك مايسمى بالفتون.. والفتون اختبار مضمون النتيجة.. امتحان يعرف صاحبه أنه سيجتازه.. سيجتازه.
يقول سبحانه وتعالى:((وفتناك فتوناً)).. ولم يقل وفتناك فتناً.. أى وضعناك فى اختبار لكنه مضمون.. والاختبارات المضمونة تذكير للبشر مهما كانت مرتبتهم.. تذكير لهم بأنهم مهما كانوا فهم فى النهاية عبيد لله.. يغتر ابنك ببراعته فى علم الرياضيات فتطلب منه حل مسألة صعبة يفشل فيها فتعيده إلى رشده.
إن هذه المسالة الصعبة وضعها الله أمام سيدنا موسى من خلال قصته الشهيرة مع سيدنا الخضر.. هناك فرق بينهما.. الخضر ولى.. موسى نبى ورسول ومن أولى العزم وهى مرتبة عليا من مراتب النبوة.
أراد الله أن يعلم موسى على يد الخضر الذى يصفه بأنه عبد من عبادنا أتيناه رحمة وعلمناه من لدنا علماً.. سأله سيدنا موسى:((هل اتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشداً)).. وكأنه يطلب منه أن يتتلمذ على يديه.. قال الخضر وهو يسمى بالعبد الصالح:((إنك لن تستطيع معى صبراً وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً)).. واستمر الحوار بينهما برقى يصعب تكراره.
الولى: فإن اتبعتنى فلا تسألنى عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرى.. وافق موسى وانطلقا حتى ركبا السفينة خرقها الخضر فقال موسى النبى: أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً امراً.
الولى: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبراً.
النبى: لا تؤخذنى بما نسيت ولا ترهقنى من أمرى عسراً.. فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله (الخضر) فاستعجله موسى النبى قائلاً : اقتلت نفساً ذكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً.
الولى: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبراً؟.
النبى: إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى عذراً.. وانطلقا من جديد ودخلا قرية طلبا طعاماً من أهلها فلم يستجيبوا ورغم ذلك قام الخضر ببنا جدار يريد أن ينقض فظن موسى أن الدخول فى هذا الأمر ممكن.
النبى: لو شئت لاتخذت عليه أجراً.
الولى: هذا فراق بينى وبينك.. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً.
وراح الخضر يفسِّر الأمر كما نعرفه.. لكن.. ما نريده هنا هو أن نثبت كيف أراد الله أن يعلم موسى ويضعه فى امتحان من نوع الفتون وليس الفتن.
هذه بعض الفتون التى فتن بها الله سيدنا موسى.. ليس من باب الغضب وإنما من باب التعليم والتربية والمحبة حتى يظل ملازماً لكونه عبداً لرب قادر على الهبة والمنع.
وليس كل زينة ضد وإنما الزينة الضد هى زينة من إغتر بزينته فى الدنيا وهو ما يفقده الزينة فى الأخرة.. فمن استغل زينته فى فى الدنيا استغلالاً صحيحاً ظلت له ثواباً وأملاً فى الأخرة.
أما كيف يصبح الأزواج والأولاد أعداء لنا فإن ذلك يحدث بالفتنة.. مثل امراة نوح.. وامراة لوط.. كل منهما كانت زوجة نبى.. ورغم ذلك كانت عدوة له.. وعندما يصل الأمر إلى هذا المستوى مع الأنبياء فلا يصعب أن يحدث ذلك للبشر.. فكم وجدنا أبناء يقتلون أباءهم.. وزوجات يحرضن على أزواجهن.. وسبحان الله ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله
في تصنيف : رؤية جديدة في سبتمبر 15th, 2010