تجارة الفتنة الرائجة بضاعتها إرهاب المسلم للمسلم
عقيدتى
العدد – 895
العدد – 895
إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أعطى الرحمة فى قلبه حتى لا يكون قاتلاً للكفار أو مخرباً لبيوتهم أو مدمراً لممتلكاتهم أو مذلاً لكرامتهم فهل يعقل أن يكون ذلك مباحاً بين المسلمين؟.. هناك نوعان من الإرهاب : (( نوع يمارس ضد المسلمين .. ونوع يمارسه المسلمون )) .. النوع الذى يمارس ضد المسلمين نوع عتيق .. بدأ على يد المشركين الأقوياء منذ كانت الدعوة الإسلامية فى مهدها.. تحتاج إلى رعاية وحماية.. وقد أخذ هذا النوع من الإرهاب فيما بعد صوراً مختلفة.. حروباً صليبية.. فتناً طائفية.. بعثات تبشرية.. وفروقاً عنصرية وتفرقة دينية.
وقد كان على المسلمين الرد على ذلك كله بالتلويح بالقوة قبل إستخدامها حقناً لدماء المشركين قبل المؤمنين.. فالمشرك اليوم هو مشروع مؤمن غداً.. فالإسلام أرسل للعالمين لا للمسلمين.. وهو ما فصلناه وشرحناه من قبل.. أما النوع الأخر من الإرهاب الذى يمارسه مسلمون ضد مسلمون يبدأ بالتكفير وينتهى بالتدمير والتفجير.. إن الذين يمارسون هذا النوع الخطر من الإرهاب يبدأون بإصدار الفتاوى التى يكفرون بها غيرهم من المسلمين.. وهم يختارون آيات من القرآن يفسرونها على هواهم لتبرير ما يفعلون يقول سبحانه وتعالى (( وقاتلوهم حتى لا تكن فتنة ويكون الدين كله لله )) أنهم يستخدمون هذه الآية الكريمة لإتهام المسلمين بالنقض فى دينهم.. ومن ثم وجب قتالهم.
يرد الله سبحانه وتعالى عليهم : (( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)).. إن الله سبحانه وتعالى ينبهنا إلى وجود مسلمين جعلوا رزقهم قائماً على التكذيب والتكفير وإثارة الفتن.. وفى البخارى : (( سيخرج فى أخر الزمان أناس حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون بقول خير البرية ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.. فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم عند الله يوم القيامة ومن قتلهم كان بالله أولى منهم )).
إن هذه الآية وهذا الحديث يتحدثان عن أناس داخل الإسلام وليسوا خارجه.. وهذا هو إرهاب المسلم .. أو هو بدقة إرهاب من يدعى الإسلام على المسلمين .. إنه يبدأ بإخراج المسلم من الإسلام فيدعى أن إسلامه ((دينه)) ناقص.. أما إذا كان المسلم حاكماً فيخرجه من الإسلام بثلاث آيات موجودة فى سورة المائدة ينزلهن فى غير موضعهن ويتقول على الله بغير الحق .. فى قوله تعالى : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) وفى قوله تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم فاسقون )) وفى الآية الثالة (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )).
يستخدمون هذه الآيات فى تكفير الحاكم أولاً ثم يكفرون الرعية التى تأتمر بأمره ثم يستخدمون الحديث فى غير موضعه فيدعون أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بقتل المسلمين.. ولكن.. كيف يكون القتل فى القول الشريف (( فإذا لقيموهم فاقتلوهم؟ )) .. إن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول (( إذا التقى المؤمنان “المسلمان” بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار)).. قالوا : عرفنا القاتل فما بال المقتول؟)).. فقال صلى الله عليه وسلم: (( إنه كان حريصا على قتل صاحبه )).. ويقول صلى الله عليه وسلم : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )).. وقال فى حجة الوداع : (( إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة بلدكم هذا فى شهركم هذا فى يومكم هذا )).. إذن الرسول لم يقصد القتل بالمعنى المادى المعروف (( قتل المسلم للمسلم بالسيف )) ولكن قصد القتل بالحجة.. يقتله علماً وحجة ويقدم الدليل على ضعف تفسيره فيقطع رزقه الذى يتكسبه من الفتنة فإذا انقطع رزقه ماتت الفتنة.
وهناك فرق بين القتل والقتال.. قال تعالى : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين)).. فلو كان القتال يعنى القتل فكيف يمكن الإصلاح بين القتلى؟.. (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم )).. فأخلاق المسلم تكره القتال إلا أن يكون القتال فى حدود رد المظالم وفى حدود نصرة الدين ولا يتعدى ذلك.. يقول سبحانه وتعالى : (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين )).. إن كلمة ((فاءت)) تعنى عادت إلى رشدها.. ومن ثم لايمكن للطائفة الباغية أن تفىء إلى رشدها بعد قتلها.. ومن ثم القتل يعنى الموت.. أما القتال فيعنى الإستعداد للقتل ((اقتتلوا)) هنا يعنى أوشكو على القتال.. ((فاصلحوا بينهما))..تعنى أزيلوا سبب الخلاف.. ومن ثم فالقتل الذى يعنيه الرسول هو القتل بالحجة.. (( قاتلوهم حتى لا تكون قتنة)).. أى أقنعوهم بالحجة حتى تنتهى الفتنة حتى تطفئوا الفتنة.. والقتال هنا مثل العملية الجراحية التى يلجأ إليها الطبيب عندما يعدم حيلة للعلاج.. لكنه لا يتجاوز الجزء المصاب.. ومن ثم فإن معرفة الدين معرفة صحيحة على هذا النحو هى أول الطريق للتخلص من الأرهاب الذى يمارسه من يدعى الإسلام على غيره من المسلمين.
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم اعطى الرحمة فى قلبه حتى لا يكون قاتلاً للكفار أو مخرباً لبيوتهم أو مدمراً لممتلكاتهم أو منتهكاً لأعراضهم أو مذلاً لكرامتهم.. فهل يعقل أن يكون ذلك مباحاً بين الملسمين؟.
إذن عندما ترد كلمة ((قتال)) بين مسلم ومسلم فليس معناها قتل وإنما تعنى تدخلاً للفصل بين القوات المختلفة المتصارعة والمتصارعة لفرض الحق بالقوة سواء قوة السلاح أو قوة القانون أو قوة السلطة.. لكن.. هذه القوة مهما كان نوعها لا يمكن أن تصل إلى القتل.. لقد عاقب الإسلام على القتل الخطأ.. فكيف يكون من طبعه القتل العمد؟.
يقول النبى صلى الله عليه وسلم : (( ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذىء )).. فهل يكون المسلم إرهابياً.. بلطجياً.. سفاحاً.. قاتلاً؟.. إذ كان النبى منع استخدام اللسان لايذاء الآخرين بالقول.. فهل يسمح باستخدام السلاح ضد المسلمين فى أموالهم وحياتهم وأعراضهم؟.. الإجابة معروفة.
ولا جدال أن الإرهاب الداخلى بين أبناء الدين الواحد ظاهرة تتجاوز المسلمين إلى اتباع الديانات الأخرى.. وهو بلاشك لا أساس له ولا منطق سوى سوء التفسير.. فليس هناك دين سماوى يحرض على قتل أبنائه ولا غيرهم.. هذه هى القاعدة المتينة التى يجب الإرتكان إليها قبل أى شىء أخر.. وما بعد ذلك يسهل تفنيده..
وقد كان على المسلمين الرد على ذلك كله بالتلويح بالقوة قبل إستخدامها حقناً لدماء المشركين قبل المؤمنين.. فالمشرك اليوم هو مشروع مؤمن غداً.. فالإسلام أرسل للعالمين لا للمسلمين.. وهو ما فصلناه وشرحناه من قبل.. أما النوع الأخر من الإرهاب الذى يمارسه مسلمون ضد مسلمون يبدأ بالتكفير وينتهى بالتدمير والتفجير.. إن الذين يمارسون هذا النوع الخطر من الإرهاب يبدأون بإصدار الفتاوى التى يكفرون بها غيرهم من المسلمين.. وهم يختارون آيات من القرآن يفسرونها على هواهم لتبرير ما يفعلون يقول سبحانه وتعالى (( وقاتلوهم حتى لا تكن فتنة ويكون الدين كله لله )) أنهم يستخدمون هذه الآية الكريمة لإتهام المسلمين بالنقض فى دينهم.. ومن ثم وجب قتالهم.
يرد الله سبحانه وتعالى عليهم : (( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)).. إن الله سبحانه وتعالى ينبهنا إلى وجود مسلمين جعلوا رزقهم قائماً على التكذيب والتكفير وإثارة الفتن.. وفى البخارى : (( سيخرج فى أخر الزمان أناس حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون بقول خير البرية ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.. فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم عند الله يوم القيامة ومن قتلهم كان بالله أولى منهم )).
إن هذه الآية وهذا الحديث يتحدثان عن أناس داخل الإسلام وليسوا خارجه.. وهذا هو إرهاب المسلم .. أو هو بدقة إرهاب من يدعى الإسلام على المسلمين .. إنه يبدأ بإخراج المسلم من الإسلام فيدعى أن إسلامه ((دينه)) ناقص.. أما إذا كان المسلم حاكماً فيخرجه من الإسلام بثلاث آيات موجودة فى سورة المائدة ينزلهن فى غير موضعهن ويتقول على الله بغير الحق .. فى قوله تعالى : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) وفى قوله تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم فاسقون )) وفى الآية الثالة (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )).
يستخدمون هذه الآيات فى تكفير الحاكم أولاً ثم يكفرون الرعية التى تأتمر بأمره ثم يستخدمون الحديث فى غير موضعه فيدعون أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بقتل المسلمين.. ولكن.. كيف يكون القتل فى القول الشريف (( فإذا لقيموهم فاقتلوهم؟ )) .. إن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول (( إذا التقى المؤمنان “المسلمان” بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار)).. قالوا : عرفنا القاتل فما بال المقتول؟)).. فقال صلى الله عليه وسلم: (( إنه كان حريصا على قتل صاحبه )).. ويقول صلى الله عليه وسلم : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )).. وقال فى حجة الوداع : (( إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة بلدكم هذا فى شهركم هذا فى يومكم هذا )).. إذن الرسول لم يقصد القتل بالمعنى المادى المعروف (( قتل المسلم للمسلم بالسيف )) ولكن قصد القتل بالحجة.. يقتله علماً وحجة ويقدم الدليل على ضعف تفسيره فيقطع رزقه الذى يتكسبه من الفتنة فإذا انقطع رزقه ماتت الفتنة.
وهناك فرق بين القتل والقتال.. قال تعالى : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين)).. فلو كان القتال يعنى القتل فكيف يمكن الإصلاح بين القتلى؟.. (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم )).. فأخلاق المسلم تكره القتال إلا أن يكون القتال فى حدود رد المظالم وفى حدود نصرة الدين ولا يتعدى ذلك.. يقول سبحانه وتعالى : (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين )).. إن كلمة ((فاءت)) تعنى عادت إلى رشدها.. ومن ثم لايمكن للطائفة الباغية أن تفىء إلى رشدها بعد قتلها.. ومن ثم القتل يعنى الموت.. أما القتال فيعنى الإستعداد للقتل ((اقتتلوا)) هنا يعنى أوشكو على القتال.. ((فاصلحوا بينهما))..تعنى أزيلوا سبب الخلاف.. ومن ثم فالقتل الذى يعنيه الرسول هو القتل بالحجة.. (( قاتلوهم حتى لا تكون قتنة)).. أى أقنعوهم بالحجة حتى تنتهى الفتنة حتى تطفئوا الفتنة.. والقتال هنا مثل العملية الجراحية التى يلجأ إليها الطبيب عندما يعدم حيلة للعلاج.. لكنه لا يتجاوز الجزء المصاب.. ومن ثم فإن معرفة الدين معرفة صحيحة على هذا النحو هى أول الطريق للتخلص من الأرهاب الذى يمارسه من يدعى الإسلام على غيره من المسلمين.
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم اعطى الرحمة فى قلبه حتى لا يكون قاتلاً للكفار أو مخرباً لبيوتهم أو مدمراً لممتلكاتهم أو منتهكاً لأعراضهم أو مذلاً لكرامتهم.. فهل يعقل أن يكون ذلك مباحاً بين الملسمين؟.
إذن عندما ترد كلمة ((قتال)) بين مسلم ومسلم فليس معناها قتل وإنما تعنى تدخلاً للفصل بين القوات المختلفة المتصارعة والمتصارعة لفرض الحق بالقوة سواء قوة السلاح أو قوة القانون أو قوة السلطة.. لكن.. هذه القوة مهما كان نوعها لا يمكن أن تصل إلى القتل.. لقد عاقب الإسلام على القتل الخطأ.. فكيف يكون من طبعه القتل العمد؟.
يقول النبى صلى الله عليه وسلم : (( ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذىء )).. فهل يكون المسلم إرهابياً.. بلطجياً.. سفاحاً.. قاتلاً؟.. إذ كان النبى منع استخدام اللسان لايذاء الآخرين بالقول.. فهل يسمح باستخدام السلاح ضد المسلمين فى أموالهم وحياتهم وأعراضهم؟.. الإجابة معروفة.
ولا جدال أن الإرهاب الداخلى بين أبناء الدين الواحد ظاهرة تتجاوز المسلمين إلى اتباع الديانات الأخرى.. وهو بلاشك لا أساس له ولا منطق سوى سوء التفسير.. فليس هناك دين سماوى يحرض على قتل أبنائه ولا غيرهم.. هذه هى القاعدة المتينة التى يجب الإرتكان إليها قبل أى شىء أخر.. وما بعد ذلك يسهل تفنيده..
ولا حول ولا قوة إلا بالله
في تصنيف : رؤية جديدة في سبتمبر 15th, 2010