فوضى . . . والله وأعلم

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 198
 
الحمد لله رب العالمين أرحم الراحمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد : يقول الله تعالى ” فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ” ويقول سبحانه وتعالى “وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ” .
ومن هنا نفهم والله أعلم أن أهل الفتوى هم أهل الإستنباط الوارد ذكرهم فى الآيه وهم خلاصة أولى الأمر وهم ورثة النبى صلى الله عليه وسلم فى الإفتاء فهل ما نراه الآن من زحام شديد وصل إلى حد الضوضاء والضجيج حتى إختلط الحابل بالنابل فلا يدرى أحد منهم ماذا يقول أخوه ولا ماذا يقول هو والسؤال من هم المقصودون بهذا ؟
الجواب إنهم المتعرضون للإفتاء الذين أصبحوا ملء السمع والبصر والإذاعات والشاشات الصغيره والصحف والمجلات ونشرات الأخبار إنهم الساده علماء العصر الذين جعلوا لأنفسهم مناطق نفوذ تبدأ بجماعات صغيره وتنتهى بدويلات أودول كبيره فالناس مقامات ومستويات والغريب أن كل واحد منهم لا يفوته أثناء الحلقه أو اللقاء أن يستهجن كثرة المفتين وهكذا
والنتيجه أنهم دائماً يختلفون والإختلاف الكثير يؤدى إلى سوء الفهم وسوء التعبير وسوء النتائج حتى أن بعضهم عندما سئل عن الإختلاف قال : إن الله تعالى يقول فى حقنا نحن العلماء ” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ : هود:118و119
لذلك عزيزى القارىء هل ترى أن هذه الآيه تنطبق على هذه الحاله ؟
عموماً إذا رأيت أنها تنطبق أولا تنطبق فلست أعلم ممن أفتى بذلك أوفسرها هكذا
 
وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
المحرر