النصيب و الكفل

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد – 157
 
الحمد لله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على النبى الكريم الذى جعله للمؤمنين رؤوفا رحيما و بعد
فإن الله سبحانه و تعالى أنزل القرآن محكما و لم يجعل فيه كلمه تحل محل كلمه و كل كلمه فيها مفتاح إلى معنى و لو بدا لغير المتخصصين أن المفاتيح متشابهه و هو ما يسمى عند الناس بالمترادفات فإذا نظرنا إلى قوله تعالى : ” من يشفع شفاعه حسنه يكن له نصيب منها و من يشفع شفاعه سيئه يكن له كفل منها ”
لوجدنا أن كلمة نصيب تعنى جزء من العطيه و كلمة كفل قد تعنى جزء من العطيه فإذا قيل ما معنى كفل يقال : نصيب و ما معنى نصيب يقال : كفل , و لا نظن أن إختلاف اللفظ فى القرآن يستخدم للتلاعب بالألفاظ أو المترادفات التى تؤدى إلى معنى واحد فالنصيب هو القسمه أو الحظ الذى يناله صاحبه من الخير كالمكافأه و العلاوه و الهديه و المنحه و لصاحبها أن يتصرف فيها تصرف المالك كأن يقسم لغيره منها نصيبا أو يتنازل عنها أو . . . أو إلخ
و أما الكفل فهو الحظ أو النصيب مما يكره الإنسان كالعقوبه أو الجزاء أو المرض أو الحمل الذى يحمله
 و عند إذن لا يحل له أن يتنازل عن جزء من العقوبه أو الجزاء أو المرض لغيره , فالكفل هو النصيب المقصور على صاحبه لا يتعداه
و قد يكون الكفل خير لقوله تعالى ” يؤتكم كفلين من رحمته ”
و حتى نفهم ببساطه لو أن رجلا يملك بعيرا ووضع عليه حملا أى نصيبه من الأثقال , و قدم له علفا أى نصيبه مما يشتهى فقد يأكل البعير كل ما قدم إليه و يتنازل عن البعض أو يبعثر البعض و هذا ما يسمى نصيب و أما الحمل فليس للبعير الحق فى أن يتنازل عن بعضه فالحمل كفل و العليقه نصيب .
و من هنا نفهم قول الله تعالى من يشفع شفاعه سيئه كأن يطلب لغيره الشر فإن الله يجعل له من شفاعته نصيبا من الشر مقصورا عليه لا يتعداه إلى غيره . و لا يجب أن ننسى قوله تعالى : ” و إن تدعوا مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيئ ”
وهذا هو كفل المثقله ليس فى إستطاعتها أن تتنازل عن جزء منه
 
هذا و لا حول و لا قوة إلا بالله