المعروف والمنكر

جريدة البحيره والأقاليم
عدد رقم – 180
 
الحمد لله الذى تتم به الصالحات . . الذى أنزل على عبده الكتاب منه آيات بينات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنه وإبتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله . . . والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين . . أما بعد
فإن الإنسان بين معروف ومنكر والأشياء أيضاً بين معروف ومنكر . . والأحكام أيضاً كذلك . فما هو المعروف والمنكر ؟
المعروف هو الذى يلم به الإنسان إلماماً كاملاً ويحيط به أويعلمه إحاطه تامه والمنكر هو المجهول عكس المعروف . . يقول الله تعالى عن إخوة يوسف عليه السلام عندما دخلوا عليه ” عرفهم وهم له منكرون ” أى لا يعرفونه معرفه تامه وبناءاً على ذلك فإن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لهما مفهوم غير مادرج وتعودناه . . فقد تعودنا على أن المعروف هو الطاعه والمنكر هو المعصيه أما شمولية المعنى فإنها تتسع لتشمل كل نواحى الحياه فكلمة الأمر تقتضى سلطه نابعه من مسئوليه فالذى يأمر بشىء لابد أن يكون مسئولاً تعطيه المسئوليه سلطه يفرض بها أمراً فإذا أمر يجب أن يأمر بمعروف وكذلك النهى لابد أن يكون مستنداً إلى سلطه ناشئه عن مسئوليه ولا يصح أن يأمر من يأمر أو ينهى لمجرد الأمر والنهى ولكن عندما يأمر لابد أن يتأكد أن المأمور على علم بما يؤمر به وأن المنهى لابد أن يكون جاهلاً بما يفعل . . مثال رجل يأمر آخر بالنزول إلى البحر ليعوم وينهى آخر عن ذلك . . هذا يقتضى أن يكون الذى يأمر له سلطه نابعه من مسئوليه وهذا لايكفى بل لابد لمن يأمر أن يتأكد أن المأمور يجيد فن السباحه عندئذ يكون أمره بما يعرف ” أمر بمعروف ” وعندما ينهى آخر عن النزول فى البحر لايكون ذلك لمجرد النهى بل لعلمه أن الشخص الذى يريد أن ينزل إلى البحر لا يعرف العوم أى يجهله . . أى ينكره فى هذه الحاله يكون قد نهى عن منكر ولا يكفى العلم فقط بالسباحه فقد يكون الرجل عواماً يكسب كا سباقات العوم ويعبر المانش ولكن لحظة أمره كان مصاباً بشىء فى قدمه أوفى جسده يمنعه من العوم . . إذاً الأمر يقتضى المعرفه والإستطاعه وهذا هو الشأن الإلهى الذى عودنا الله عليه . . فالله صاحب سلطه مطلقه على عباده إلا أنه برحمته لم يأمرهم إلا بما يعرفون ويستطيعون فسبحان من سبقت رحمته غضبه
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المحرر