اللسان المقص

مجلة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 202
 
الحمد لله الذى قول الحق وهو يهدى السبيل ويحكم بالحق وهو الرحمن المستعان والصلاة والسلام على سيد الصادقين سيدنا محمد النبى الأمين وعلى آله وأصحابه الذين أمرنا أن نكون معهم ” ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ” وبعد
فإن الرؤى المناميه تتم بقدرة الله تعالى والإعجاز فيها أن الرائى يرى وهو مغمض العين ويسمع وقد ضرب الله على أذنيه لينام فهو يحس بغير حواس ويدرك بغير مدركات وقد يرى ما وراء الطبيعه ويعقل ويختزن فى الذاكره ويتذكر بقدرة الله ما رآه ” إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ” وقد تأتى الروئ بالإشاره وعاده ما تكون الإشاره تخالف الظاهر ولذلك فقد جعل الله تعالى من عباده من يفك طلاسم الإشارات ويحولها إلى جلى العبارات ولذلك فهم المعبرون الذين هم للرؤيا يعبرون وعلم تعبير الرؤى هو أيضاً من الله ويسمى فى القرآن تأويل الأحاديث ” رب قد آتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث ” فالمعبرون أدواتهم فى ذلك كتاب الله وسنة رسوله والفراسه فلا بد للمعبر أن يرى بعينى رأسه وعين قلبه الشخص الذى يقص عليه الرؤيا فلا يصح أن يعبر للرآئى تليفونياً أوكتابة أوعن طريق وسيط ناقل لأنه فى هذه الحاله لا يستعمل أهم وسيله وهى الفراسه ” إتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ” حديث شريف وزياده على ذلك فإن حال الرائى أحد أعمدة التأويل فقد يرى الرجلان نفس الرؤيا ويكون التأويل مختلفاً بناءاً على فراسة المعبر فى حال الرائى والأمثله كثيره والمكتوب المنقول أنها تتغير حسب الأحوال والظروف وقد سميت أحاديث أى متجدده متغيره غير ثابته
نعود فنقول أن ذلك المدون لا يؤخذ به كلياً إنما هو على سبيل الإستدلال بالقرآئن والقرائن لا تواتى وقد رأى أحد الناس أنه يقص جزءاً من لسانه فذهب إلى معبر ذى فراسه فقال له إنك تقص أى تحكى الحقيقه وإن الجزء المقطوع فهو نصيب الكذب من اللسان والأمنيه التى تصلح حال المجتمع هو مقص فى يد كل قاص حتى لا يخرج من اللسان إلا الحقيقه فلو توفرت المقصات لإختفى الكذب والغيبه والنميمه والبهتان وشهادة الزور وأهل الباطل جميعاً اللهم آمين
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المحرر