القول اللّينْ

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 161
 
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و أصحابه و أزواجه أمهات المؤمنين و بعد
فإن الكُتاب يكتبون و الخطباء يعظون و الناس يقرأون و يسمعون و لا يفهمون و الأدهى من ذلك أنهم جميعاً يظنون أنهم محسنون موفون متقنون و الحاله العامه فى هدوء و سكون بل فى مجون و جنون و الكل متعبون يكدحون و يكدون و على سراب الأمل  يعيشون ولا يجنون ما فيه يقتاتون فلا الكتاب يعرفون كيف يكتبون و لا الخطباء و الوعاظ يعرفون عمن يخطبون ومن يعظون والناس جميعاً بين هؤلاء و أولئك يحتارون و لا يعرفون كيف أو ماذا يختارون و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم كاذبون مع أنهم يقرأون قول الله تعالى فى الكتاب المكنون ” أفلا تعقلون ” و قوله تعالى ” أفلا تبصرون ” ” ما لكم كيف تحكمون ” و بين أيديكم كتاب ينطق بالحق و عباد مكرمون لا يسبقون الله بالقول وهم بأمره يعملون
فالجاهل طاغيه و الطغاه جاهلون و فرعون جاهل طاغيه ملعون مفتون نسى أنه عبد و أدعى الألوهيه فقال ” ما علمت لكم من إله غيرى ” ثم أدعى الربوبيه العليا        ” فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى ” و الله تعالى هو الخالق لعباده و هو أعلم بما يقولون و يفعلون ثم إليه يوم القيامه يرجعون فينبئهم بما كانوا يعملون و لذلك قال لسيدنا موسى و سيدنا هارون ” إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى “.
يتذكر ماضيه و ضعفه و خلقه أو يتذكر مآله و خاتمته بعد الموت فيخشى . ” المهم أن الله يقول لرسوليه الكريمين إذهبا إلى من أساء الأدب معى و طغى و تعدى حدوده لجهله فقولا له قولاً ليناً معنى ذلك أن القول اللين هو ما كان فى مستوى العقل فيفهمه لأن العقل يمضغ النصيحه فإن كانت لينه إستوعبها و عمل بها و إن كانت جافه صلبه فإنه يستبعدها و يرفضها
أيها الخطباء و الكتاب جزاكم الله عنا خيراً فلا تكونوا مثل كاتب هذه المقاله فإنه ليس خبيراً مثلكم فعليكم أن تلينوا لنا ما تقولون و ما تكتبون و لا تقدموا لنا علومكم نيئه جافه صلبه و لا تلقوا إلينا النصيحه جبهلاً و لا تجعلوها بيننا و بينكم جدلاً و إنا جميعاً إلى ربنا لمنقلبون ” سبحان ربك رب العزه عما يصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين “.
 
المحرر