الشورى . . دوائر و مستويات

جريدة البحيره و الأقليم
عدد – 160
 
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله الذى أشار إلى الصواب من واقع عصمته و أستشار أهل الخبره من أمته و على آله وأصحابه أجمعين و بعد
قال تعالى ” و أمرهم شورى بينهم ” و قال أيضاً ” هل يستوى الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ” و من هنا نفهم أن الشورى ليس كلأ مباحاً و لا أرضاً مشاعاً تؤخذ بوضع اليد إن الشورى هى دوائر و مستويات فدوائرها التخصصات و مستوياتها هى مستويات القائمين عليها و هى متفاوته فإذا أريد البت فى أمر مرض عضال أو مريض يخشى هلاكه فلابد أن تكون الشورى هنا للأطباء الحاذقين العلماء العاملين و هو ما يسمى ” الكونسولتو ” و بالقطع ليس بينهم مهندس مع الأحترام للمهندسين
هذا فيما يتعلق بدائرة التخصص و أما المستويات فلا يعقل أن يشترك كل العاملين فى المستشفى للوصول إلى رأى بمن فيهم السائقون و عمال النظافه هذا هو المعنى مع الإحترام
وإذا أردنا إنشاء محطه لتوليد الكهرباء من الطاقه النوويه فلا شك أن أهل الشوره هنا كدائرة هم المهندسون الخبراء الممارسون و بالقطع ليس بينهم طبيب مع الأحترام
وأما من حيث المستوى فإن الشورى فى هذا الأمر لا يدخل فيها عامل السويتش و لا رجل الحراسه مع الأحترام و القرار العسكرى أهل الشورى فيه هم أهل العلم العسكرى . . خبراء العسكريه و مخضرموها . . هذا كدوائر أما كمستوى فلا يدخل فيها محاسب و لا يدخل فيها مدرس و لا يصل إلى إشراك الجنود فى لإتخاذ القرار
ومن هنا يتضح العلاقه بين الآيتين الكريمتين قوله ” و أمرهم شورى بينهم ” و قوله ” و هل يستوى الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ” الإسلام دين النظام و دين الأحترام و لا يجب أن نفهم أن الإسلام يسمح بإعتداء من يجهل على تخصص من يعلم و ذلك لأن الله لا يحب المعتدين
الشورى التى أرادها الإسلام هى النظام و الإلتزام و الإحترام و إنسجام الأراء للصالح العام
 
ولا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم