الشاهد الأوحد

جريدة البحيره والأقاليم
عدد رقم – 175
 
الحمد لله الذى لا يحمد على أى حال غيره والصلاة والسلام على رسول الله الذى عم الأكوان خيره وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد
فى لقاء من لقائات السفر الطويل فى أحد قطارات أوروبا العابره للدول دار حوار يجمع مجموعه تدين باليهوديه ومجموعه تدين بالنصرانيه ومجموعه لا دين لها ثم تطرق الحوار بينها وتشعب حتى تناول سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسّلم ولكن للأسف الشديد لم يتناولوا السيره الشريفه بما يليق بها من التكريم والتعظيم بل تناولوا السيره المحمديه بالنقد والإسقاط والتلميح وهذا شأن من لا مؤدب له وأومن له مؤدب ولم يستمع إليه والحقيقه أن الذين كانوا على غير ديانه كانوا أكثر صمتاً وأقل حده وشده لأن الأنبياء كلهم عندهم متساوون فهم منكرون للجميع ولكن كان لهم ملاحظه . . سألوا الطرفين : مَن منْ المرسلين شهد لللآخرين بالصدق ؟
فأجاب اليهود . . قالوا محمد شهد فى كتابه بصدق موسى وصحة دعوته وصحة المعجزات التى أجراها الله على يده وقال النصارى ” وهذا لفظ قرآنى ” أن محمداً شهد لمريم بالبراءه مما نسب إليها من الإفك وشهد لعيسى بأنه روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وشهد له بمعجزة إحياء الميت وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله وخلق الطير من الطين بإذن الله وكل ما شهد به محمد لعيسى أعطانا الإحساس بعظمه التشرف بالإنتماء إليه وهنا حدث الأمر العجيب الذى يتميز به الإسلام وهنا نصرة الدين ولو بالرجل الفاجر فالذى حدث أن الجماعه التى لا دين لها أخذت تضرب كفاً بكف وقالوا للطرفين الآخرين : ليتكم مثلنا لا دين لكم حتى يتساوى عندكم ا؟لأنبياء جميعاً ولكن الغريب أنكم تتكلمون عن كذب محمد – معاذ الله – مع أنه كما سمعنا من كلامكم هو الشاهد الوحيد على صدق أنبيائكم فلو أصر كل منكم على كذب محمد أى الحكم بكذبه وأقتنع الناس برأيكم فإنكم أول المضارين لأنه أخبر بالحقائق عن ربه بعلو قدر الأنبياء وأنتم تكذبونه فى ذلك وغير ذلك
* وهذا يعنى أنكم تطعنون فى أنبيائكم وتطعنون فى صدق الرسول وكأنكم تريدون أن تقتلوا الشاهد الوحيد على برائتكم خاصه فى القضايا الروحيه التى لا تخضع للعقل وتحولونها إلى قضايا ماديه وعندئذ تكون الكارثه فأين تذهبون ؟
 
ولا حول و لا قوة إلا بالله
المحرر