الحكمه من الإسراء و المعراج

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 169
 
الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وعلى سيد المرسلين سيدنا محمد وآله إلى يوم الدين وبعد
قال تعالى ” سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله ” صدق الله العظيم
وقال تعالى ” والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ” صدق الله العظيم فى الآيتين الكريمتين إشاره إلى الرحلتين العظيمتين لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما أرضيه وهى الإسراء أى السير ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والرحله الثانيه سماويه أى تربط الأرض بالسماء وهى المعراج من المسجد الأقصى إلى الملأ الأعلى
وقد سمعنا كثيراً من الساده العلماء عن الحكمه من الإسراء و المعراج حيث قالوا – بارك الله فيهم – أن الحكمه من الإسراء و المعراج أن الله تعالى أراد أن يسرى عن سيدنا رسول الله ما أصابه من حزن شديد فى عام أسموه عام الحزن على فقد عمه أبو طالب وزوجته السيده خديجه رضى الله عنها وهذا قول طيب
وقال بعضهم ” أى الساده العلماء ” أن الرسل عموماً لا يحزنون على مثل هذه الأشياء ” أى الموت ” لأنهم أولى الناس بالإيمان بالقضاء و القدر . فإذا كان الأولياء رضى الله عنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فما بالنا بالأنبياء عليهم السلام والمرسلين فكيف الحال مع سيدهم أجمعين .
ثم قالوا إن الحكمه من الإسراء و المعراج أن يتشرف الجسد المحمدى بزيارة الملأ الأعلى كما تشرفت الروح بذلك من قبل وهذا أيضاً قول طيب . ثم قال البعض رداً على هؤلاء وهل الجسد المحمدى ينقصه تشريف , ثم قالوا بل الحكمه من الإسراء والمعراج أن يتشرف الملأ الأعلى بالجسد المحمدى الشريف كما تشرف بروحه العاليه من قبل ثم أنشد قائلهم
        على رأس هذا الكون نعـل محــمد            علا فجميع الكـون تحت ظلاله
        على الطور موسى نودى أخلع وأحمد            على العرش لم يؤذن بخلع نعاله
 
عزيزى القارىء هذه ثلاثة آراء فى الحكمه من المعراج بعد الإسراء فإلى أيها تميل
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم