الكذب.. والإفك

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 145
 
 الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأزواجه أمهات المؤمنين وبعد..
فإن اللغة العربية هى أثرى اللغات وأكثرها تعبيرا عن الحقائق والدقائق وقد حدث ذات مرة أن جلست إلى قوم من عشاق اللغة يتحاورون حول بعض معانى الكلمات التى لا يلقى لها العامة بالاً وقد يستبدلون الكلمة بالأخرى لتعطى نفس المدلول.. إلا أن أهل اللغة أدرى بصوابها كما أن أهل مكة أدرى بشعابها وحتى لا نطيل فقد كان الحوار حول الكذب والإفك.. هل هما كلمتان مترادفتان أم لهما معنيان متباعدان أم غير ذلك.. والعجيب أن الخبراء باللغة أفادوا أن القرآن الكريم ليس ابن اللغة العربية بل هو الأب والأم للغة العربية أم كل اللغات.
فالكذب هو إخبار بأمر بعضه حقيقة وبعضه ادعاء.. كان يقول أحدنا أنه رأى فلانا يتحدث فلان وتكون هذه حقيقة ثم يضيف إليها من عندياته ما قال الاثنان دون أن يسمع شيئا وهنا عندما يختلط الحق بالباطل يسمى كذباً.
أما إذا أردنا أن نعرف ما هو الإفك فإننا نجد الرجل الذى يحكى لم يرى الرجلين يتحدثان أصلا وبالتالى فلم يسمع قولهما ثم يخبر أنه رأهما وسمعهما يقولان كذا وكذا.. فى هذه الحالة يكون أفاكاً أى من أهل الإفك لأن قوله لا يوجد فيه جزء ولو صغير من الحقيقة.
ولذلك صدق الله العظيم عندما يقول فى كتابه العزيز (( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً بل هو خيرُ لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم.. الآية)) ثم يخبر فى موضوع أخر أن الكفار كانوا يتهمون الرسول بأن القرآن ليس من عند الله ويقولون (( إن هو إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون)).
من هنا نعلم أن لعنة الله على الكاذبين مع أن فى كلامهم بعض الحقيقة فماذا يكون حال الأفاكين عند الله
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم