الحمد لله صاحب النعمه و المنه و الفضل

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد – 143
 
الحمد لله صاحب النعمه و المنه و الفضل . . و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الذى هو بكل خلق حميد أهل و بعد . .
فإن الله تعالى عندما أراد أن يخلق سيدنا آدم عليه السلام قال للملائكه ” إنى خالق بشرا من طين ” و عندما أراد أن يخبرهم بما خلق سيدنا آدم من أجله قال لهم ” إنى جاعل فى الأرض خليفه ” و قوله تعالى للملائكه فى الحالتين ليس من قبيل الإستشاره أو طلب الرأى و الأذن فقالت الملائكه لله تعلى ” أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ” و حول هذا المعنى حدثت الأقاويل و التحاليل و الإجتهادات و الرأى و نقد الرأى و ما إلى ذلك فظن بعض الناس أن الملائكه أعترضت على الله و قال الآخرون كيف علمت الملائكه الغيب فقالت لله تعالى إن هذا الخلق سوف يفسد فى الأرض و بسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال القائلون أيضا إن الملائكه تعرض نفسها للخلافه و ترى أنها أفضل من الخليفه الطينى و لو صح هذا لما كان هناك فرق بين الملائكه و أبليس فإبليس قالها صريحه ” أنا خير منه خلقتنى من نار و خلقته من طين ” و قال القائلون أيضا إن الملائكه لا تعلم الغيب و لم يستثنوا فى حكمهم هذا و لو بقولهم ” إلا بإذن الله ” .
فخاض الخائضون و قالوا طالما أن الملائكه لا تعلم الغيب و مع ذلك أخبروا بغيب مستقبلى فالحل من وجهة نظرهم أن الملائكه رأوا قبل خلق آدم بشرا فى الأرض ليسوا من بنى آدم أفسدوا فيها و سفكوا الدماء ثم محاهم الله و أهلكهم و بناء اعليه فإن الملائكه تحكم على سابق خبره لديها ” سبحان الله العظيم ”
و الحقيقه أن الملائكه لم تعترض على خلافة آدم و لم ترشح نفسها للخلافه و لم تر لنفسها الأفضليه و لم تر خلقا قبل آدم و إنما أخبرت بغيب مستقبلى على قدر ما كشف الله لها سبحانه و تعلى و لا حرج على فضل الله ” ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء “.
عزيزى القارىء إذا من الله عليك و توصلت إلى المعنى فأحمد الله تعالى و إذا لم يصل إليك المعنى فالتقصير فى عرضنا لوجهة نظرنا . . و الله المستعان
 
و لا حول و لا قوة إلا بالله