الأمه . . القوم . . الأجل

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 146
 
الحمد لله رب العالمين . . المنفرد بالبقاء و القدم . . الذى جعل عباده بين الأقوام و الأمم . . والصلاة والسلام عل سيدنا رسول الله و آله أجمعين و بعد . . فإن القرآن الحكيم لم يذكر معنى مترادفا مع معنى آخر فى كلمه واحده و ربما نوهنا عن ذلك قبلا و إلى المزيد .
فإن قوله تعالى ” إنا أرسلنا نوحا إلى قومه ” لا يعنى إنا أرسلنا نوحا إلى أمته و قول النبى صاى الله عليه و سلم يوم الطائف ” اللهم أهد قومى فإنهم لا يعلمون ” لا يمكن أن نضع مكان كلمة ” قومى ” كلمة ” أمتى ” و قوله يوم الحشر يوم يقول كل نبى نفسى نفسى و يقول صلى الله عليه و سلم أمتى . . أمتى على عكس ما قاله فى الطائف و عندما يقول الله سبحانه و تعالى ” إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ” هذا القول الحكيم يظهر المعنى الوارد فى قوله تعالى ” و من قوم موسى أمة يهدون بالحق ” و سيدنا نوح عليه السلام أمره الله بالصبر على قومه سنين عددا و يصنع الفلك و كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ةو لكن عندما خاطبه الله تعالى ” يا نوح أهبط بسلام منا و بركات عليك و على أمم ممن معك ” .
من ةكل ما ورد نجد خلافا فى المعنى فلا يصح أن نطلق على القوم أمه و لا يصح أن نطلق على الأمه قوما . . فالأمه من القوم . . و لكن القوم ليسوا من الأمه و على ذلك فإن تعريف القوم هو كل من أرسل اليهم رسول أو نبى سواء آمنوا به أو كفروا حتى أن الله يقول عن سيدنا نوح ” و ما آمن معه إلا قليل ” و بالتالى فإن تعريف الأمه هو كل من آمن بالرسول أو النبى من قومه .
و كل أمه ” من آمن بالرسول ” يصح إيمانها قبل أن يأتى الرسول الجديد فإذا جاء الرسول الجديد فإنه يكون أجلا لصلاحية الإيمان لدى من آمن بالرسول الذى سبقه ” لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون ” .
عزيزى القارىء. . بهذا المعنى من هم قوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ و من هم أمته و اضعا فى أعتبارك قول الله تعالى لسيدنا محمد ” و أرسلناك للناس رسولا ” ثم قال له أيضا ” قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم ” و الله من وراء القصد و هو يهدى السبيل