يسروا ولا تعسروا

جريدة البحيره والأقليم
عدد رقم – 138
 
بسم الله الرحمن الرحيم “يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر ” صدق الله العظيم
الحمد لله الذى أراد بعباده اليسر ولم يرد لهم ولا بهم العسر والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الذى يسره الله لليسر وأمره أن يذكر إن نفعت الذكرى فقال تعالى “ونيسرك لليسرى فذكر إن نفعت الذكرى” ..وبعد
فإن الله سبحانه وتعالى أعطى حبيبه المصطفى جوامع الكلم فعبارة يسروا  منه صلى الله عليه وسلم تنطوى على معان كثيرة وفيرة ولذلك فإنه عندما يقول يسروا ولا تعسروا” يجب فهم هذه الحكمة الشريفة بقلوب تستوعب صلاحية الدين للأزمنة الشرعية؟ أم أن الرسول الكريم يقصد مجمل التيسير بدءا من تيسير الخطاب على السامع حسب مستواه تقليداً واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم “نحن  معاشر الانبياء امرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم” ولم يقل على قدر علمنا ولذلك فالتيسير منحة يعطيها الله للعالم حتى ييسر به مراده تعالى من الشرع وبالمعنى الأشمل الذى تنسجم معه الحياة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقصد بقوله يسروا أى اكتشفوا – اخترعوا – تطوروا – اصلحوا – سهلوا على الناس معيشتهم .. اصلحوا ما فسد من أدوات الإنتاج ووسائله حتى يسهل على الناس المعيشة .. اصلحوا الطريق . حتى يكون سهلا ميسراً.. اصلحوا وسائل المواصلات حتى يكون الإنتقال ميسراً .. طوروا .. حدثوا فى كل النواحى حتى يكون اليسر والتيسير هو السمة الواضحة الغالبة فى حياة المسلمين ..واليد العليا خير من اليد السفلى .. فمن عمر فقد يسر ومن  خرب فقد عسر . ومن اصلح فقد يسر ومن أفسد , ودمر , وحرق , وكسر فقد عسر وعلى العاقل أن يزن كل شئ بميزان  التيسيرليفقه قول البشير النذير
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
المحرر