والحافلة تسير

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 127
 
المسافرون يتجمعون فى الحافلة 00 ولكنهم لا يجتمعون يتحدثون ولايستمعون 000 يثرثرون ولا يتدبرون 000 أما إن كانوا صائمين فإن الوضع يختلف فإنك تجد الثرثرة الدينية أى أنها بنفس الأسلوب ولكن فى الدين فالمسافرون صائمون مع الرخصة بالإفطار عملاً بقولة تعالى ” و أن تصوموا خير لكم” ولذلك فإنك ترى الحافلة حافلةُ بالمناقشات والحكايات بعلم وبغير علم ومن أطرف مادار فيها أن رجلاً حليماً جالس على كرسيه وفى يده عصا فسأله من بجواره قائلاً : ألف سلامة فرد الحليم الله يسلمك .
قال صاحبه : مالك ماسك عصا وأنت شاب
قال الحليم : سامح الله ال000 وعرق النسا ,ولذلك فإننى أستعين بهذه العصا على السير .
قال العجول : كفرت والعياذ بالله 00 وهنا فقد اللقاء حميميته وسيطر التوتر على الرحلة فجأة وبدون مقدمات 0
قال الحليم : اللهم إنى صائم فقد صليت الفجر ونحن الآن فى طريقنا إلى العمرة 00 وفجأة أجد نفسى كافراً بدون مناسبة ؟‍ ‍   
قال العجول 00 نعم أنت كافر لأنك تقول أستعين بالعصا على السير ولم تقل أستعين بالله 0
قال الحليم :   أضحكتنى على نفسى وعليك وعلى  أمثالك .
يا رجل إنى أستعين بالعصا أى  أتوسل بها 00 أى أتوكأ عليها ولم  أطلب منها شفاءاً ولا صحة ولا غيره 0
قال العجول 00 أنت تريد  أن تلبس الحق بالباطل ولا تتوكل على الله
قال الحليم : إن سيدنا موسى عليه السلام كان يتوكل على الله ويتوكأ على عصاه ولذلك لم يغضب منه رب العالمين كما غضب منى فقد قال له ” وما تلك بيمينك ياموسى قال هى عصاى أتوكأ  عليها و أهش بها على غنمى ولى فيها مآرب آخرى” فلو قال له لا تتوكأ على عصاك 00 بل تؤكأ على الله وهش بالله على غنمك و إجعل مآربك الأ خرى فى الله عندئذ قولك يكون صحيحاً ياهذا إن الفرق بينك وبين الله أنه سبحانه عليم بذات الصدور وأما جهلك هذا فهو هش جداً وأنصحك ألا تتوكأ عليه فإنه لا يصح معه التوكأ 00 والله  أعلم