حوار الطرشان

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 128
 
مر أحد الفلاحين الفضلاء على جارٍ له يقود المحراث البلدى فى أرض مشبعة بالماء فألقى عليه السلام فلم يرد وعند ماأحضرت زوجته له طعام الغذاء فى الحقل قال لها إن جارى فلان يتدخل فيما لا يعنيه فقد لامنى منذ قليل على حرث الأرض وهى مبتلة وغير جاهزة للحرث فردت زوجته قائلة والله أنا لم أجهز شيئاً من الطعام الذى لم يعجبك فإبنتك هى المسئولة وعندما عادت الأم أوالزوجه إلى المنزل أخبرت إبنتها بأن أباها لم يعجبه الطعام لأن الملح فيه كثير فردت الإ بنة قائلة يا أماه 00 إن الفقر والغنى ليس مهمين المهم الرضا وأنا موافقة على العريس 0
عزيزى القارئ 00 هل رأيت أن كلمة السلام عليكم التى  ألقاها الجار على جاره تحولت إلى نقد الفلاح ونقد للطعام المقدم له فى الغذاء ثم تحولت بقدرة قادر إلى عرض للزواج . هذا ما يسمى بحوار الطرشان أو الذى يحاول أن يكونوا كذلك بمعنى أنهم يفسرون ما يسمعون على غير مراد المتحدث فإن كان الرجل و إبنته وامرأته ثلاثتهم  من الطرشان فهذا ما قدر الله وإن كانوا غير ذلك فهم من أصحاب الهوي الذين يجيدون لى الحقائق خدمة لأغراضهم فكل منهم يتبع هواه ومن  إتبع هواه فإن أمره بنص الكتاب يكون فرطاً وقد قال الله تعالى عنهم ” ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وإ تبع هواه وكان أمره فرطاً وقال تعالى فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً”  أنظر عزيزى القارئ إلى قول الله تعالى لنساء النبى صلى الله عليه وسلم ” يا نساء النبى لستن كأحد من النساء إن إتقتين فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبة مرض ” ولم يقل ربنا فيطمع كل الناس لأن من الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل فما رأيك عزيزى القارى ؟
 هل نسمى أهل الأهواء فى قلوبهم مرض 00 أم نسميهم فى قلوبهم زيغ 00 أم نسميهم الغافلون عن ذكر الله 00 هذه مسابقة غير رمضانية فإذا عرفت الحل فهو الجائزة
 
لا حول ولا قوة إلا بالله