الملافظ سعد

جريدة البحيره و الأقاليم
عدد رقم – 130
 
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين من ظلم نفسه وبعد فإن الإيمان يرتقى بذوق المؤمن فى أقواله وافعاله فيتخير ألفاظه بما لا يسيى أو يجرح أو يحرجغيره فيفتح الله عليه بالفاظ تكون فالاً حسنا وكما سمعنا أن من رأى رؤيا منامية فلايقصها إلا على حبيب أو لبيب فالحبيب يفرح إن كان معنى الرؤيا خير واللبيب يترفق بالسائل إن كان معنى الرؤيا غير ذلك وقد ورد أن رجلا رأى فى منامه جميع أسنانه سقطت من فمه فقصها على رجل غير حصيف فقال له أن هذا معناه ان كارثة سوف تقضى على اهلك جميعاً وتعيش بغير اهل فأصابة باليأس والقنوط فلما قصها على رجل حصيف لبيب أريب قال له أبشر فسوف يطيل الله فى عمرك حتى تكون آخر قومك موتا ففرح الرجل وإن كان المعنى واحد فى الحالتين وذلت يوم مر هارون الرشيد على غلام يقرأ القرآن وفى يده كتاب الله تعالى فقال له ماذاتقرأيا بنى فقال الطفل أقرا ألم نشرح لك صدرك فلما نظر هارون الرشيد فى المصحف رآه مفتوحا على قوله تهالى “عبس وتولى” فقال للغلام أتكذب على ؟! فقال الغلام الذى هذبه القرآن ما أحببت إلا أن أخاطبك بما اتمنى لك من الله أن يشرح صدرك ويضع عنك وزرك ويجعل لك مع كل عسر يسرين هذا خير من ألقاك بالعبوس والأمثلة فى هذا المعنى كثيرة وذوق المؤمن مستمد من تفاعله مع المنحة الالهية وعندما سئل سيدنا أبو بكر رضى الله عنه أيكما أكبر أنت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سيدنا أبو بكر أكبر منى ولكنى ولدت قبله 0
عزيزى القارئ00 ما رايك 00 هل تميل إلى داعية يحقرك وينفرك ويفسقك ويبدعك ويكفرك أم تميل نفسك إلى من يبشرك ويفتح أبواب رحمة الله امامك 0
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ”
عزيزى القارئ 00 ألست معى فى أن أجدادنا القدماء كانوا حكماء عندما قال قائلهم بإيجاز معجز ” الملافظ سعد؟” أم ماذا بعد
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله