النفس الأمارة بالسوء
مجلة التصوف الإسلامى
عدد رقم (300 ) فبراير2004
[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]
[وَمَآ أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى] صدق الله العظيم
(53 يوسف)
” فرحة السالك بالوصول . وفتح باب الله بالقبول والمثول.. واستدلال البـــــاحث عن المعانى عن أمهات الأصول.. والحبل الموصول. السلام عليكم سماحة الإمام .. وعليكم من الله السلام “
هل الروح هى النفس ؟ قال سماحته: الروح يحيا بها كل كائن حى خلقه الله تعالى. أما النفس فهى كيان قاطع وفاصل وحاجب ومانع عن الإتصال بالله تعالى. وهي من صنيع الانسان نفسه تتكون عنده بما قدمته يداه من الذنوب والمعاصى(1) وتسمى الران لقوله تعالى: [ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ] (14 المطففين) وهذا الران يسمى الصدأ لقوله ^ ما معناه ” إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد قيل وما جلاؤها يا رسول الله قال: ذكر الله تعالى وقراءة القرأن “(2)
ويسمى هذا الران بالأكنة قال تعالى : [ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّـمَّـا تَدْعُونَآ اليه وَفِي ءَاذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ] (5 فصلت).
وتسمى أيضا الحجب وتسمى أيضا الأقفال لقوله تعالى : [ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ ] (24 محمد). وفى النهاية فإن للران إسما شائعا وهو النفس الأمارة بالسوء ـ أعاذنا الله منها ـ وهذه المرحلة من التلوث القلبى تؤثر على تصرفات الانسان فلا يفعل الخيرات وإن فعل فإنه يرى أنه صاحب الفضل فيها ولا يرد الفضل لله تعالى ولا النعمة للمنعم …وهى تربة صالحة للغل والحقد والحسد والضغينة والشك والريبة والنفاق والإستهانة بالنصوص والجرأة على الحدود وذكاء صاحب النفس الإمارة بالسوء منصرف إلى فعل ما يؤذى الناس ويغضب الله .
قلت: لكن ما أجمل النفس اللوامة .. قال سماحته: النفس اللوامة أقل خطراً من النفس الأمارة بالسوء ولكنها نفس لا يؤمن جانبها ولا يستحسنها إلا من جهل تكوينها وهى لا تدعو صاحبها إلى الإمتناع عن المعصية ولكن فقط تلومه .. قلت فالأمل كله فى النفس الملهمة. قال سماحته يبدو أنك تجهل العلاقة بين الانفس وبعضها . وهذا مما يطول شرحه. قلت: أدخر البقية إلى لقاء جديد حتى لا أفجع فى نفسى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ومن حديث الترمذى الجزء(5)-(404) رقم الحديث (3334)عن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكر الله { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)
(2)ومن حديث كنز العمال جزء(2) ،ص(241) رقم الحديث (3924)ومن مسند عبد الله بن عمرو ) قال قال رسول الله ^ “إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد” قيل فما جلاؤها يا رسول الله قال : كثرة تلاوة كتاب الله تعالى وكثرة الذكر لله عز وجل
(2)ومن حديث العلل المتناهية الجزء (2) ص(832) رقم الحديث (1390)عن ابن عمر عن النبي ^ “قال ان القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد اذا اصابه الماء قالوا يا رسول الله وما جلاؤها قال كثرة ذكرالله
في تصنيف : حوار مع صاحب السماحة في فبراير 1st, 2004