الشريعة والطريقة والحقيقة
مجلة التصوف الإسلامى
عدد (298) ديسمبر 2003
[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]
[ وَيَضْرِبُ اللهُ اْلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ]
(35النور)
فرحة الصائم بفطرة وفرحة الزهر بعطره والعين بقطره وما أروع أن يلتقى السائل بالإمام فى الصيام بعد العشاء والقيام السلام عليكم مولانا الإمام وعليكم من الله السلام
قلت : إن أهل الشريعة يتطاولون على التصوف بشكل مستفز .
قال سماحته: أى شريعة ؟ قلت : أهل الشريعة يعنى الذين يعملون بشرع الله قال سماحته : شرع الله؟ والصوفية يعملون بشرع من؟ فسكت حتى سكنت وقلت هل هناك علاقة بين الشريعة والتصوف ، قال سماحته: يابنى هل أصابك شىء؟ كيف تتكلم بهذه الجرأة وتفصل بين الصوفية وشرع الله .. يابنى إذا قلت هل توجد علاقة هذا معناه فساد فى العقيدة ورِدة جديدة ومصيبة شديدة..يابنى لاتفرق بين الشريعة والتصوف إلا إذا فرقت بين الشجرة وثمرها فالشريعة شجرة والتصوف ثمرة فلا ثمرة بغير شجرة ولكن هناك شجرة بغير ثمرة كأشجار الزينة .. يابنى أما سمعت قول شيخ الإسلام سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه وهو يقول ” من لم يكن متشرعا متحققا نظيفا شريفا عفيفا فليس من أبنائى ولو كان إبنى لصلبى ؟ ” قلت : كل الأقطاب يقولون ذلك .. قال سماحته : إحترس.. إنتبه لا تسمح لأحد أن يسألك سؤالا من الأسئلة إياها.. قلت : وما إياها؟ قال سماحته: يقول لك أنت متشرع أم صوفى ؟ أنت من أهل الشريعة أم من أهل الطريقة أم من أهل الحقيقة فكل هذه الأسئلة معناها أنت مسلم أم لا ..
وهناك أحسست بدوار غريب وقلت : ولكن بعض العلماء أحيانا يفرقون.. قال سماحته : علماء يعنى إيه .. العلماء بحق لا يفرقون بين الشريعة والطريقة والحقيقة قلت: ويضرب الله الأمثال للناس. قال سماحته: لو فرض إنك تجلس مع صديق ورأيتما سوادا من بعيد فقلتما إنه إنسان فلما إقترب أكثر قلتما إنه رجل فلما إقترب أكثر قلتما إنه فلان هل هناك تعارض بين كونه إنسان وكونه رجل وكونه فلان ؟ قلت : لا .. قال سماحته : إنسان يعنى شريعة رجل يعنى طريقة .. فلان يعنى حقيقة.
قلت : وإن كنت لا أشبع فإنى أكتفى بهذا القدر لعلى أستمتع بهذا المعنى فيا مولانا عودا أريد قال سماحته : بعد العيد .
والسـلام عليكـم
وعليكم السـلام
مـريـد
في تصنيف : حوار مع صاحب السماحة في ديسمبر 1st, 2003